نعمت (معروفة باسم الدلع «مينوش») شفيق هي رئيسة جامعة كولومبيا. أشعلت ثورة في الجامعة وهي مُرشحّة للتفاقم. لن تقوى على الاستمرار في منصبها.
قبل أشهر، استدعى الكونغرس رؤساء جامعة هارفرد وبنسلفانيا وإم آي تي. لم تعط رئيستا هارفرد وبنسلفانيا الإجابات المتوخّاة، فدبّر لهما اللوبي الإسرائيلي (عبر المتخرّجين الأثرياء) أمر استقالتهما. نعمت شفيق لم تنضم إلى تلك الجلسة في الكونغرس (صورة استدعاء رؤساء جامعات خاصّة أمام الكونغرس واستجوابهم عن آراء مؤيّدة لفلسطين بين الطلاب والأساتذة أفضل دحض للمزاعم الأميركيّة الديموقراطيّة ولعظاتها في بلادنا ).
أذكر شفيق عندما كانت تعلّم مادة الاقتصاد لطلاب الماجستير في الدراسات العربية في جامعة جورجتاون وكانت معروفة بضخّ وصفات البنك الدولي في الصفوف (حيث كانت تعمل). شفيق هي اليوم المكروهة رقم واحد من دعاة فلسطين في أميركا.
جلست أمام الكونغرس ووصفت دعوات الانتفاضة وليس فقط «من النهر إلى البحر» بأنها معاداة ساميّةٍ مرفوضة. من حالة أمين معلوف إلى محمد أركون إلى نعمت شفيق، عندما «يصل» العربي إلى مراكز النفوذ يكون أسوأ من البيض، لأن عليه أو عليها إثبات اعتناقه لعقيدة التفوّق البيضاء (وهذا يسري على الديبلوماسيّين السود في بعثة أميركا في الأمم المتحدة).
هي شوّهت مواقف جوزيف مسعد ومحمد عبده (أستاذان في الجامعة). قالت عن عبده أنه لن يعمل في الجامعة قطّ (هو أستاذ زائر فيها). شهادتها المشينة قوّت عزيمتها واستدعت الشرطة إلى حرم الجامعة لتفريق اعتصام لحركة مناصرة فلسطين (والحركة تضمّ عرباً ويهوداً وسوداً وطلاباً من خلفيات شتّى).
أُلقيَ القبض على الطلاب لكنهم عادوا إلى الاعتصام في اليوم التالي. الصهاينة في حالة جنون يصفون التلاميذ بالإرهابيّين ويطالبون بدخول الحرس الوطني. شجاعة الطلاب لا مثيلَ لها، وفي مدينة هي معقل النفوذ الصهيوني.
بايدن (الذي قال قبل أسبوع إنّ عمّه مات عندما التهمه آكلو البشر) أدان الطلاب، وهذه أوّل إدانة لطلاب محتجّين منذ إدارة نيكسون. تزداد الحركة الاحتجاجية حماسةً والصهاينة يصرخون وينادون بالقمع. خسرت شفيق ثقة الأساتذة وستضطرّ إلى الاستقالة. ذهب ظهورها الذليل أمام الكونغرس سُدى.