غسّان شربل عثر لنا على حلّ للصراع العربي الإسرائيلي. بجدّ. نشره في «الشرق الأوسط» (المُساهِمة في المجهود الحربي الإسرائيلي). في الوقت الذي يهتف به شباب الغرب بتحرير فلسطين «من البحر إلى النهر»، يجد شربل بأنّ الوقت ملائم لدعم مشروع الدولة الفلسطينيّة، لكن مع «ضمانات» لإسرائيل.
على الشعب الفلسطيني بعدما خاض تجربة حرب الإبادة ضدّه أن يُطمئِن عدوّه إلى أنّ نواياه حسنة عبر الاعتراف بدولة يهوديّة على 78% من أرضه. لكن كيف يمكن الحديث عن دولة ولا تزال أميركا تقف سدّاً منيعاً ضد الاعتراف بدولة فلسطينيّة؟
الحلّ، عند شربل، هو في السياسة الأميركيّة. يريد من أميركا أن تكون هي القابلة القانونيّة للدولة الفلسطينيّة التي لا تنفكّ تعارض حتى بقبولها اسماً في المنظمات الدوليّة. وشربل يريد من حكومة إسرائيل «العودة إلى احترام الشرعيّة الدوليّة». أي إنّ إسرائيل كانت عبر السنوات تحترم الشرعيّة الدوليّة إلى أن أتى نتنياهو وتوقّفت إسرائيل الحريصة على هذه الشرعية سابقاً عن احترامها.
لكنّ لشربل مطالب من الشعب الفلسطيني. يريد منه الانضواء في بوتقة منظمة التحرير الفلسطينيّة بقيادة المناضل الأوّل، محمود عبّاس، الذي خلف ياسر عرفات في منصب القائد العام لقوّات «العاصفة»، مع أنّ عبّاس تخلّى عن خيار العنف، وطالب بنضال سلمي أثبت جدواه في التعاطي مع إسرائيل التي لم تقدّم التنازلات إلا بالمفاوضات السلميّة.
لكن ما فات شربل أنّ الاعترافات الأخيرة بالدولة الفلسطينيّة أتت بسبب (وليس بالرغم من) «طوفان الأقصى». وكل الاعترافات الدوليّة بفلسطين، أو الانتصار الفلسطيني الذي حقّقته منظمة التحرير، أتى بفعل العمل العسكري.
إلا إذا كان شربل يصدّق الإعلام السعودي الذي يعمل فيه، والذي يصرّ أنّ الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية جاء بفعل «الضغط السعودي» (نشر سعوديّون في المنافي صوراً كاريكاتوريّة ساخرة يظهر فيها محمد بن سلمان حاملاً طنجرة ضغط ). ويريد شربل من «محور المقاومة» أن يقبل بعباءة محمود عبّاس، لأن الدولة لا يمكن لها أن تولد إلا على يد أميركا التي أثبتت حبّها وحنانها نحو الشعب الفلسطيني في الحرب الأخيرة.