قذائف وصواريخ الغرب وإسرائيل تهطل علينا والملامة على العنصر العربي لأنه يتلقّف

تعيشُ المنطقة على أعصابِها. كالعادة، السبب والمُتسبِّب هما إسرائيل والرعاة. الخيال الاستشراقي ينسبُ الخطورة والعنف في المنطقة إلى المنطقة، أي الدين والثقافة العربية والإسلاميّة. توماس فريدمان يصرّ منذ أوّل كتاب له على أنّ المنطقة أصابت إسرائيل بعدوى العنف، كأنّ المستوطنين الأوائل أتوا إلينا لاستيطان الأرض بالحسنى وليس بالقوّة المسلّحة والاستعمار الغربي.

كل عنف المنطقة منذ عام 1948 يمكن نسبُه إلى إسرائيل، إذا لم يكن كعنصر مباشر، بل كعنصر مساعد. لدينا أسباب تولّد العنف (والكثير منها يعود إلى تقسيمات وحبائل الاستعمار) لكنّ إسرائيل لم تترك صراعاً لم تتدخّل فيه بصورة مباشرة.

كل الحروب الأهليّة والصراعات (الأكراد والصحراء الغربيّة وأيلول الأسود والحرب اللبنانيّة وحرب الخليج وعُمان والصومال والسودان والعراق والبحرين) شهدت أيادي إسرائيليّة. المنطقة لن ترتاح بوجود إسرائيل لأنّ اسرائيل العنصر المتفجِّر. ولأن الكيان مفروض بالقوّة، فإنه يحتاج إلى دورات دمّ دوريّة ومجازر متنقّلة وجرائم حرب.

وصف المنطقة بالعنيفة والوحشيّة هو من التراث الاستشراقي الكلاسيكي الذي انتعش في القرن العشرين بعد تضخّم دور الاستعمار الغربي الذي يحتاج إلى ذرائع وتبريرات. أميركا احتلّت لبنان بين عامَي 1982 ــ 1984، وهي دكّت الضاحية والجبل بأثقل ما لديها من مدفعيّة، لكنها لا تتذكّر من التجربة إلا وحشيّة الذين صدّوها وأجبروها على التراجع.

العنف الغربي محمود على عكس العنف المقاوِم عند الملوّنين. مصدران للعنف في منطقتنا هما: الحركة الصهيونية المزروعة رسمياً من قبل الاستعمار الغربي، والغرب الذي لا ينفك يحاول تطويع كل الشعب العربي وجعله على نسق محمود عباس والمحمدَين في الخليج.

منذ نشأته، أراد الاستشراق أن ينسب عنف الغرب إلينا، وهذا ديدن العرب الذين يقلّدون الاستشراق (ومن دون معرفة المستشرقين الموسوعيّة. تخطر في بالي كتابات فؤاد عجمي ومستشرقي إسرائيل وكتابات صادق العظم وسمير قصير).

المنهج هو لصق العنف بالجينات العربيّة، وهذا أفضل أسلوب لتبرئة الغرب من جرائمه. في عرف عجمي، فإن جراحنا من صنع أيدينا والغرب همّه إنقاذنا من أنفسنا. قذائف وصواريخ الغرب وإسرائيل تهطل علينا والملامة على العنصر العربي لأنه يتلقّف.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات