نتنياهو لا يريد وقف النار

نتنياهو لا يريد وقف النار:

1) هو يعلم أنّ حياة الحكومة مرهونة بتأجيل مُزمِن لوقف النار، لأنّ أقصى يمين الفاشيّة في الحكومة يصرُّ على استمرار الحرب حتى الإبادة الكاملة، والفاشيّة التي يمثّلها نتنياهو لا تختلف عن النظرة هذه، لكنها تحاول الموازنة مع وجهة النظر الأميركية.

2) هو يعلم أنّ وقف الحرب سيُسرّع من وتيرة المحاكمات القضائية التي تطاله بتهم فساد متنوّعة وغزيرة. ويعلم أنّ موقع رئاسة الحكومة يحميه، لأنّ إسرائيل ليست الديموقراطيّة التي روّجها لكم الليبراليّون العرب: لا تسري القوانين بالتساوي في الدولة اليهوديّة، وفي كل المجالات.

3) هو يعلم أنّ وقف النار سيُسرِّع من وتيرة المطالبة بتحقيق شامل حول أسباب السقوط الذريع في 7 أكتوبر. هذا التحقيق لا يمكن إلا أن يصل إلى نتيجة تُنهي حياته السياسيّة بضربة واحدة.

4)يستفيد نتنياهو من الرئيس الخرِف، بايدن، الذي لن يضع خطوطاً حمراء أمام إسرائيل مهما توحّشت. كل الكلام عن خطوط حمراء هو من تسريبات حسني النيّة في الإدارة الذين يريدون الضغط من الداخل على سياسات بايدن. يقول نتنياهو أمامي فرصة للمضيّ في حرب الإبادة ووجود بايدن في سدّة الرئاسة فرصة لا تُعوَّض.

5)يقول نتنياهو إنّ صفحة إسرائيل تلوّثت إلى الأبد، وإنّه ليس هناك ما يمكن فعله لتجميل هذه الصورة، ولهذا يشعر أنّ المضي في الجرائم لن يُقدّم أو يُؤخّر في معركة العلاقات العامّة التي كانت تهمّ إسرائيل.

6)يعلم نتنياهو أنّ سيطرة أميركا على الحلفاء الغربيّين باتت كاملة ومطلقة، وأنّه ليس هناك من اعتراضات مؤثّرة من قبل حلف الإبادة الغربي، بصرف النظر عن تصريحات لوزيرة في إسبانيا أو البرتغال أو غيرهما.

7)يستفيد نتنياهو من الاستكانة الشعبيّة العربيّة التي تتيح له التنسيق المستمر مع الطغاة العرب. الاستكانة هذه تطلق يده وتطلق يد حلفائه من العرب. لا يشعرون بأي ضغط شعبي، رغم مظاهرة لساعة في الجامعة الأميركيّة في بيروت أو مظاهرة الدزّينة أو الدزّينتَين في رام الله.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات