محمود عبّاس سيصل إلى غزة.

محمود عبّاس سيصل إلى غزة. هذه ليست أخباراً مزيّفة ولا فكاهة من كوميديا لبنانيّة سمجة. لا، عبّاس أعلن ذلك. سيستقلّ عبّاس طائرته الخاصّة ثم يمتطي جواداً مطهّماً ويصل إلى غزة تحت وابل من الزغاريد وقرع الطبول.

صحيح أنّ عبّاس ليس رئيساً منتخباً وأنّه مفروض بسلطة الراعي الأميركي «المحايد» و«النزيه»، لكنه رمزٌ من رموز التنسيق الأمني والتعامل مع العدوّ والارتهان له. لا يمكن أن نتحدّث عن مجازر الإبادة في غزة من دون التنويه بالدور الذي قام به عبّاس وصحبه في خيانة الشعب الفلسطيني وقضيّته.

وحرب الإبادة في غزة أثبتت أنّ عبّاس على حقّ، وأنّ الطريق الوحيد لتحرير الأرض هو في المقاومة «الشعبيّة» أو «المدنيّة»: رقص وغناء وهزج. محمود عبّاس ألقى خطبة في البرلمان التركي الذي قرّرَ، مخافةَ إغضاب الحلف الأطلسي، أنّ عبّاس (المكروه من شعبه) يمثّل الشعب الفلسطيني لأن اختيار أيّ فلسطيني آخر سيعرّض تركيا لعقوبات قاسية واتهامات بالإرهاب.

عبّاس في غزة سيُستقبل استقبال الأبطال من قبل حلف الناتو. أما حكومة العدوّ، فهي منقسمة بشأنه: الجيش والاستخبارات يعوّلان كثيراً على دور عصابة السرقة والتنسيق الأمني في رام الله ويريان فيها ركناً من أركان الاحتلال وأجهزة القتل فيه.

جيش السلطة الاسمي متخصّص في مطاردة المقاومين وقتلهم أو تسليمهم إلى سلطات الاحتلال. كل «عمليّة عسكريّة» إسرائيليّة في الضفة أو غزة تحمل بصمات إخباريات وإحداثيّات من قبل عصابة أوسلو.

هذا هو دورها الحقيقي. وبإمكان عبّاس أن يصطحب معه في زيارته «السفير الفلسطيني السابق» (حسب تعريف المحطات السعودية التي تستضيفه بصورة يوميّة)، أسامة العلي، لأنّ له تاريخاً في خدمة غارات جيش الاحتلال. وقد كُلّف هذا الضابط - السفير بالمشاركة في دوريّات الاحتلال لتعقّب المقاومين. وكان له دور في معاقبة من تسوّل له نفسه معارضة الاحتلال أو مقاومته في غزة.

محمود عبّاس سيجد الشعب الفلسطيني في غزة متأهّباً ومستعدّاً للهتاف ضدّه ولطرده من القطاع. هناك زعيم فلسطيني جديد، وعلى أمثال عبّاس الجزع.

ملاحظة: بعد كتابة الكلمات، تقدّم عباس بطلب رسمي إلى حكومة إسرائيل للسماح له بزيارة غزة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات