ما حدث في أمستردام مؤشّرٌ على ما سيلاقي إسرائيل والإسرائيليّين في دول العالم. إنّ فريق كرة القدم الإسرائيلي ومشجّعيه مشهورون بالعنصريّة والعنف و«الزعرنة».
وما حدث مؤشّرٌ على العداء المستحكِم بين الغرب ككلّ والعالم العربي والإسلامي ككلّ (هذا طبعاً لا يَظهرُ على السطح نظراً إلى تبعيّة حكّام العرب كلّهم لحكّام الغرب، وخصوصاً لحكومة أميركا).
ردّ الفعل الغربيّ على ما حدث، والذي بدأ باستفزازات عنصريّة من مشّجعي الفريق الإسرائيلي، كان مذهلاً: دعاة الصهاينة في الغرب (أي حكّام الغرب) سارعوا إلى وصف ردّ فعل الشباب المغربي ــ الهولندي على سلوك الإسرائيليّين بأنّه معاداة للسامية. والبعض قارن ما حدث مع «ليلة البلّور المكسور»، عندما أطلق غوبلز والنازيّون عناصر شغبهم للاعتداء على اليهود ليلة 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 1938.
الغرب (حكوماتٍ وإعلاماً) سارعوا إلى وصف الاشتباكات بأنّها جرائم معادية للسامية واستعملوا كلمة «بوغروم» الروسية، التي كانت تُستعمل لوصف الجرائم التي تعرّض لها اليهود في روسيا وأوروبا الشرقيّة.
لا يمكن إسقاط الجرائم الأوروبيّة ضدّ اليهود على ردّ فعل عفويّ على ممارسات إجراميّة للإسرائيليين. حتى الخبير في تاريخ الـ«بوغروم» (براندين ماغيفر) جزمَ بأنّ الاعتداء ضدّ الإسرائيليّين حصل لأنّهم إسرائيليّون وليس لأنّهم يهود.
عندما يرى عربي أيَّ شخص يقوم بنزع علمٍ فلسطيني عن شرفة، فإنّه سيحاول ردعه بصرف النظر عن دينه أو جنسيّته. «نيويورك تايمز» صنّفت الخبر بأنّه من ضمن الجرائم المعادية لليهود.
إلى متى سيذهب الغرب بعيداً هكذا في حماية إسرائيل وجرائمها؟ العرب والمسلمون في الغرب ليسوا من ضمن السكان في عُرف البِيض. تتخيّل أنّ حكومة هولندا (ولها تاريخ عنصري، والعنصريّة تزداد هناك مع صعود حركات فاشيّة) تدافع عن زائرين إسرائيليّين معتدين، فيما تُدين وتُهين مواطنين هولنديّين لأنّهم من أصل عربي ومسلم.
العلاقة ليست سليمة أبداً بين السلطات الغربيّة والمهاجرين العرب والمسلمين، والتوتّر سيتفاقم وسيتفجّر على الأرجح في وقت ليس ببعيد. جريمة إبادة غزّة لا يمكن أن تمرّ من دون حساب، والثأر لغزة (وللبنان) سيستمرّ(عفويّاً وربّما تنظيميّاً، بعد مدة) على مدى عقود طويلة.