حالة غزة لا تحلّل لا بالعقلاني (Rationnel ) ولا باللا عقلاني (Irrationnel )، و بالتالي لا تحلل بمنطق الخطأ والصواب العلمي الوضعي ، ولا بمنطق الانتصار والهزيمة العسكري التقليدي .
حالة غزة تحلل بغير العقلاني ( L'a-rationnel ) الذي لا يناسبه ،قبل كل شيء، الا التحليل الاونطولوجي / الوجودي ، لانها ،وهذا الاهم، صمدت ضد هدف 'العدم المطلق' ( الابادة) و'العدم النسبي' ( التهجير) ، وبقيت موجودة بالفعل وليس فقط بالقوة ، موجودة جغرافيا وبشريا بقطع النظر عن التفاصيل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لذلك الوجود ،التفاصيل،المهمة بالتأكيد ، التي يجب الاشتغال عليها منذ اليوم، بما في ذلك نقديا ، عقلانيا ، ولكن خياليا ايضا..بل وحتى جماليا!
المهم الآن أن العمالقة من احفاد ' العماليق' بقوا احياء على أرضهم ، وأن 'غزة هاشم ' صمدت امام جبروت ' بني صهيون ' المسنود من كل مجرمي هذا العالم المجنون ..و'الحرب سجال' ..والسّجلّ لم يغلق ، بل انطلقت فيه صفحة جديدة مفتوحة على المستقبل .
و علينا أن نعيد تعريبها وانسنتها من جديد وبطريقة جديدة منذ الان حتى لا نترك اهلنا هناك وحدهم في قادم الأيام والاعوام ولا نعيش وضع القاعدين العجزة الذي عشناه طوال المعركة التي ' انتهت' اليوم .كما علينا ان نعيد 'ترتيب الخرائط والخطط' استعدادا لذلك المستقبل ، وأولها خرائط وخطط مناظيرنا/باراديغماتنا المقعّرة والمحدّبة السابقة التي آكلها الصدأ ، والتي منعتنا حتى من الخروج في مظاهرات موحدة طوال سنة ونصف ..هذا ان استطعنا إخراج مظاهرة مساندة محترمة اصلا في بعض البلدان …
وعلينا، وعلينا ، وعلينا ..إعادة النظر تقريبا في كل شيء،كل شيء،كل شيء ..لان العالم الحالي خرب تقريبا كل شيء.