التطبيع خيانة عظمى..

هناك سؤال اعتقد انه جال بذهن الكثيرين اليوم وانا منهم والسؤال هو :

لماذا في بلد نظامه الرسمي مطبّع نجح شعبه في التحشيد الى تلك المسيرة الشعبية العظيمة اليوم في الرباط (وهي ليست المرة الأولى على فكرة كل مسيرات المغرب كانت ضخمة) في حين يفشل بلد أخر نجح رئيسه ذات انتخابات بذلك الشعار الذي دغدغ كل مشاعر العرب من المحيط الى الخليج.. التطبيع خيانة عظمى.. في التحشيد الى مسيرات بتلك الضخامة؟

في الحقيقة أحاول منذ الصباح البحث عن إجابة مقنعة ولكن دون جدوى.. ورغم ان الاعتراف محبط ولكن يجب أن نعترف أن مسيرات تونس لم تصنع أبدا الحدث على المستوى العربي في الانتصار الى الحق الفلسطيني كما حدث اكثر من مرة في المغرب والأردن وحتى الجزائر.. يجب أن نقول ذلك بشجاعة ودون مكابرة رغم جدية المحاولات للتجميع والتحشيد.

ليعود السؤال.. لماذا؟

نحن أقل الشعوب في الإسناد من خلال مواقف رسمية قوية رغم أننا كبلد لم نركب بعد قطار التطبيع.. نحن أيضا أقل الشعوب إسنادا ودعما (عمري ما باش ننسى فضيحة المساعدات والهلال الأحمر التي كشفها برنامج الحقائق الأربعة) ونحن أيضا أقل الشعوب مقاطعة لكيانات دعم الاحتلال.

وعلى مستوى الشخصيات المعروفة ومؤثري السوشيال ميديا(أغلبية المشهورين التوانسة محتوياتهم تافهة ولا تخرج عن خانة التڨحيف أو التنكيت) والمشاهير والمفكرين والمبدعين.. نحن أيضا الأقل تنديدا بما يجري هناك من فظاعات!

حتى على مستوى الاعلام وباستثناء تداول بعض أخبار الحرب وعادة في نشرات الأخبار أو بعض مواقف النقابة.. تكاد تغيب المواقف من الحرب ومآسيها عن اغلب صفحات الصحافيين و الإعلاميين.. يعني الصحفي هو الأقدر على صياغة الرأي والموقف.. فأين الرأي والموقف؟

كي جاء وائل الدحدوح لتونس وبعد كل ذلك التهافت والصور و "الزميل وائل" منّيت نفسي بأن أرى تدوينات عظيمة ومقالات وتذكير يومي بالمأساة على صفحات "المبتسمين في الصور" على الأقل! و كم كنت واهمة.. CV متاع تصاور وبرّه مع بعض الاستثناءات القليلة التي حافظت على التزامها الأخلاقي والمهني تجاه المأساة.

ما اعتقده يقينا أن الوضع الراهن لا يليق بشعب تونسي صنع كل ذلك التاريخ المشترك مع الشعب الفلسطيني!

ولكم سديد النظر…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات