ما الغريب في تصنيف حزب الله منظمة ارهابية ؟...تريدون التنديد...كونوا أولا مواطنين .

Photo

لن تبذل جهدا كبيرا في استحضار خيبات العرب المتتالية…مرورا بخيانتهم للأمانة عشية "سايكس- بيكو" المشؤومة الى وعد بلفور كأول خطوة لإقامة كيان صهيون على تراب فلسطين…ثم احتلال العراق و كل النكبات المتتالية و كل التمزق و الانكسار و الهزائم و لا شيئ غير الهزائم…

كما لن تصرف تفكيرا كثيرا في سرد جرائم الحكام العرب في حق شعوبهم اولا و جيرانهم ثانية…من الرئيس الواحد و الزعيم و سيّد الاسياد الى الملك و الامير و صاحب الفخامة و السمو و العاهل الى القائد و المشير و الجنرال اصحاب الفضل في النكسات و النكبات و الخيانات و الانكسارات التي حولت اقطارهم الى شظايا و شعوبهم الى ما دون المواطن اطياف و قبائل و عشائر و جهويات و خارج الامة و الدولة و تحت الطاعة و الاستبداد و في حواشي الشأن العام و في ظلمات التّنظم السياسي و المدني باستثناء خدم السلطان و نخبه التي تدعي الثقافة و الفكر…

هكذا يريد العدو كسرك و تحطيمك لكن هنا يلزمك الكثير من الوقت و الجهد لتبكي امجادا زالت في لمح البصر كأنها مزيفة…و تندب ما آل اليه العرب و ما انحدرت اليه النخبة و اصحاب الهيكل المزعوم للعروبة و القومية العربية و جموع شعارات التحرير و تقرير المصير التي تسقط تحت اول حذاء عسكري و تتلاشى مع الثورات الشعبية الطاهرة من كل التنظيرات…فالعروبة هي الناس المواطنة و ليست انظمة فاشية طاغية في حكمها ترمي قنابلها على رضيع بالحفاظات…

و عليه لم يعد عيبا أو من الغريب ادراج حزب الله كمنظمة ارهابية في هذا العرس الارهابي العربي و لبنان ذاتها تحفظت على القرار بطعم "النعم" بنفس رائحة الخنوع و نفس طعم الخضوع و نفس اذرعة سايكس بيكو و بلفور و بنفس العقول التي فتحت المعابر و الحدود للدبابات و الطائرات لاحتلال الاخوان و الجيران و نفس العجائز الذين تفرجوا على حصار ابو عمار و قتله و ذبح صدّام حسين و قبره و نفس المتفرجين على مخيمات الفلسطينيين و ملاجئ العراقيين و هجرة السوريين و نفس المرضى الذين صنفوا حركة المقاومة حماس كمنظمة ارهابية…

تريدون التنديد فعلا ؟ ابقوا في اراضيكم المحاصرة بين هرسلات العدو الخارجي وكماشات الاحتلال الداخلي كونوا سدا لخبث الساسة العملاء و المتطبعين ولؤم الأقربين ونفاق الأبعدين…كونوا شوكة في حلق الخونة من النخبة والمثقفين قاطعوا سلعة الحكّام المتداولة و تكلموا لغة الناس و الحشود…و حاربوا الاستبداد و كونوا اولا مواطنين لا دون ذلك…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات