كاذب كل من يعبر عن صدمته من تقرير دائرة المحاسبات…

Photo

خرج تقرير دائرة المحاسبات عدد 29 ليرصد كالعادة اخلالات وسوء تصرف و فساد و اختلاس في كل المؤسسات العمومية للمزرعة السعيدة تونس و التي تعرضت لها دائرة المحاسبات بالتدقيق...و من ضمن هذه المؤسسات مثلا نجد تعرض المكتب الجهوي للديوانة بتونس الميناء خلال نوفمبر 2013 الى سرقة كمية من الذهب قدرها 9282غ و تعرض قباضة الديوانة بتمغزة الى اختلاس بقيمة 386 مليونا من قبل القابض في الفترة الممتدة من 2008 الى 2013…

كما تعرض التقرير الى غياب مبلغ 873 مليار موارد ميزانية الدولة المتأتية من تحويل قسط من رأس مال اتصالات تونس...عدم الافصاح عن الموارد الجبائية و حجم الامتيازات الديوانية...عدم وجود معطيات حول حجم مرابيح المؤسسات العمومية و التي لم يقع تنزيلها بالميزانية...التكتم على عدد الانتدابات في الوظيفة العمومية...غياب المعطيات و الوثائق الخاصة بعمليات القبض و الصرف من قبل الصناديق الخاصة...و دققت في كل الاخلالات و التجاوزات و حجم الفساد الذي ظهر من كل لون و صنف و كما عودتنا مزرعة القانون و المؤسسات…

كاذب كل من يعبر عن صدمته و استغرابه من هول الفساد و التجاوزات و سوء التصرف و استغلال النفوذ الذي ضرب عضام المؤسسات العمومية و اصابها بالهشاشة و الشلل...فتقرير دائرة المحاسبات عدد 28 كشف ما أخطر و التقرير عدد 27 كشف ما أعظم...خاصة في خصوص الفساد الذي نخر قطاع الطاقة إذ كشف أن 241 مليارا من المليمات لا يتم استخلاصها من الشركات الأجنبية المتحصلة على رخص البحث والتنقيب عن النفط و التجاوزات و التلاعب الذي شاب عقود و رخص استغلال حقول البترول...فحذرت دائرة المحاسبات من أن 50% من حقول النفط والغاز التونسية التي تستغلها شركات أجنبية لا تحتوي على عدادات موازية وهو ما تسبب في العجز الطاقي.... أوصى تقرير دائرة المحاسبات بالمسارعة بإخضاع قطاع النفط كله لمراقبة الدولة حتى تعرف حقا ما يتم إنتاجه وتعرف قيمته في سوق المحروقات وبالتالي نصيبها منه...و حذر من تعاظم الفساد…

لكن تقارير دائرة المحاسبات ذهبت الى سلة المهملات...و وقع التصدي لكل التحركات و الاحتجاجات التي طالبت بكشف الفساد و محاسبة الفاسدين...و بقيت التجاوزات مجرد خرافات لوكها اعلام المجاري الباحث عن الاموال و التمويلات...و بقيت اموال و املاك الشعب بيد العصابات و اللوبيات...و استمرت الشبهات و السرقات و التجاوزات...و "قتح تحقيق" ضد المجرمين و المتجاوزين ظل من المضحكات...هذا ان لم يتم تكريمهم و توسيمهم و احالتهم على مهام انقاذ الاقتصاد التونسي و اعداد المخططات و الاصلاحات…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات