انتظرت أولائك الذين بكوا شكري بلعيد و محمد البراهمي اياما و ليالي على منابر الحجامة و صحف عبد الوهاب عبد الله و طالبوا محاكمة وزير الداخلية في ذلك الوقت و الذين اتهموه بالتكتم على مراسلات استخباراتية تحذر من الاغتيال و التقصير في حمايتهم او حتى الضلوع في قتلهم...حينها رأينا كيف تكيف مواخير الاعلام الجريمة و تتهم و تنصب المشانق...و رأينا كيف تحول غلمان الطرابلسية الى محللين سياسيين و خبراء في الجريمة الارهابية...و رأينا كيف تحول فرسان القلم و صحافة المجاري الى صحافيين استقصائيين لا تفوتهم دبة النملة بفضل مصادرهم المقربة و الموثوقة و المتصلة !!!
اليوم و في فضيحة "البلجيكي"...لا مراسلات استخباراتية...و لا تقارير سرية...ليس هناك لا تكتم و لا تستر...العملية واضحة و لا حاجة للتحري حول المتهم او الاستقصاء حول ما تحتويه الحاوية من اسلحة...فالادارة العامة للديوانة تؤكد صحة ما قامت به من اجراءات... و تصرعلى ان ما قامت بحجزه اسلحة حقيقية...و ان جوزات السفر الثمانية مازالت محجوزة...و تم تسليم البلجيكي و المتلبسين معه للسلطات المختصة...و ان التحقيق مازال متواصل...و التقرير النهائي حول نوعية بعض الاسلحة التي صنفوها خطيرة لم يصدر بعد…
اين هم أولئك "الوطنيين" الذين خرجوا من الشعب الدستورية ليركبوا سروج الديمقراطية و النضال اين النقابات الامنية و جمعيات التخطيط الاستراتيجي و الامن الاستباقي ؟...اين هم خبراء الارهاب...و الباحثين عن السلاح المتدفق علينا الذي "يهدد امننا" و "يقوض استقرار" مزرعتنا...اين هم حراس حقوق الانسان و الساهرين على السيادة الوطنية و حسن تطبيق الدستور و الحفاظ على هيبة دولة القانون و المؤسسات و استقلال القضاء؟...اين المفكرين و المثقفين و الجامعيين...؟؟
اليوم لا حاجة لكم للعنتريات الكاذبة و الشعارات الزائفة و التحاليل الاستراتيجية المفضوحة و لا للبحث و الاستقصاء…لن تجهدوا انفسكم كثيرا…
الحاوية عندكم…و الاسلحة العادية و الحربية و جوزات السفر و كل المحجوز بين ايديكم…و محاضر الادارة العامة للديوانة ليست سرية و قريبة منكم… البلجيكي و معاونيه اطلق سراحهم و هم في طريق العودة الى الديار…هاتوا وطنيتكم و قوموا بربع حركاتكم البهلوانية…و قولوا لنا مذا انتم فاعلون في خصوص الالعاب النارية…؟