من حسن الحظ ان من يحكم اليوم لم يقم بجهد بسيط في تغيير وجوه العسس و كلاب الحراسة و كل الحيوانات الاليفة التي كانت تتمسح على ارجل العصابات و اللوبيات و هم يتقاسمون المال العام طمعا في بعض الفتات الذي يعشقون اكله في التراب...كما عهدناعم و خبرناهم عن ظهر قلب...!
من حسن الحظ ايضا ان حمقهم لم يضمحل و حقدهم لم ينطفئ و بمجرد ان تسمع نباح احدهم خوفا على الوطن و الوطنية او ترى اظافرهم تخرج نصرة لعلوية القانون او تلمح انيابهم تلمع لفرض احترام مؤسسات الدولة تعرف دون عناء نوايا اسيادهم و خبث اهدافهم و لا تجعلك تهدر الكثير من الوقت في التفكير و التمحيص في ذلك…
جمنة، تسقط دولة التحيل و الغش و تكشف عورات اجهزتها المتسترة على تفقير مواطنيها الذين يمكنهم ببساطة تجاوز بيروقراطيتها المقيتة و استبدالها بوسائل و مجهودات خاصة تضامنية لها مردودية عالية على الدولة ذاتها و هي في وضعية المتفرج…
جمنة، تثير غضبهم و حنقهم لأن التضامن المواطني و التماسك و التلاحم يجعل منهم قوة ضاربة تهز عروشهم و مناصبهم القائمة اساسا على الزبونية و اموال تجار الشنطة و تنسف برامج الهيمنة و التبعية و تكسر خرافات التنمية المغشوشة التي لطالما كانت تحكى للمواطن قبل النوم…
جمنة، تفقدهم الادراك و التفكير فماذا بعد كسر منظومة الاذلال و خلق الوحدة و الثروة و تحصيل الاكتفاء من التنمية و الكرامة و ارساء مشروع حضاري متحرر فكريا و سياسيا و اخلاقيا؟ انها المطالبة باستعادة الثروات و افتكاكها من اباطرة الفساد و استرجاعها من غيلان الشركات متعددة الجنسيات و اخراجها من سيطرة المسؤول الكبير !