عليك ان تصدقهم في حربهم على الارهاب من دون ادنى الامكانيات او القليل القليل من المعدات عليك ان لا تجادلهم في مجهوداتهم او تشكك في قدراتهم لا بلغة حقوق الانسان او حتى حقوق الحيوان رغم ان السجون هي السجون و المستشفيات هي المستشفيات و الحدود هي الحدود و البوليس هو البوليس...عليك ان تصدق انهم يتعقبون الارهابيين و يحجزون الاسلحة و يفككون الخلايا بعد ان مرّت امامهم حاوية أسلحة بلجيكية بكل ديبلوماسية…
عليك ان تقتنع ان من سرقوا البلاد و هربوا اموالها و باعوا ثرواتها انهم كفاءات و خبرات خدموا البلاد و ان الاقتصاد لن يزدهر بدونهم و ان محاسبتهم ضرب للاستقرار و المصالحة معهم واجب وطني دون ان تعرف ماذا سرقوا او كيف سرقوا و كم سرقوا لكن اذا طرح في المقابل ملف العفو التشريعي العام عليك ان تسأل "بقداش كيلو النضال؟"
عليك ان تؤمن بحرياتهم و تثمن جهودهم في الغاء عقوبة استهلاك الزطلة رغم افتقار الدولة لمراكز العلاج من الادمان و غياب المختصين و خبراء المجال في المعاهد و الجامعات...و عليك كذلك ان لا تكذّبهم في مساندتهم لحقوق الاقليات و الخوف على شرج الشواذ من المساس و الاعتداء و هناك أكثرية لم يصل الخبز الى افواههم و لم ينزل في جوفهم الماء الصالح للشراب....
و عليك ان ترفض الزواج بثانية و أن تقبل برجل شاذ عشيقا...كما يجب عليك ان تشجع ثقافتهم و تجعل من طفلة ظهرت بصوتها في احدى برامج الواقع تغني "هل رأى الحب سكارى" نجمة النجوم و تلتحق بركب المفكرين و الجامعيين الحداثيين لتندد و تتساءل عن جدوى تحفيظ القرآن للتلاميذ…
عليك ان تفقد عقلك و بعد الموت لا تدفنهم بل تقوم بإحراق جثثهم و ان لا تخشع امام هيبة الموت في جنائزهم بل ان تخرج عاريا متجملا راقصا ماجنا...و تتبول على قبورهم !