في وسط مشهد سياسي يثير القرف و الغثيان شاهدنا فيه كل اشكال المهازل و الفضائح يخرج اليوم الشيخ راشد الغنوشي بمبادرة لسنّ قانون للعفو العام يتعلّق بالانتهاكات المرتكبة في العهد السابق بجبر الضرر للضحايا وعائلاتهم "بمجرّد" اعتراف مرتكبي الانتهاكات وكشف الحقيقة والاعتذار مع قفزة عالية بالزانة على المحاسبة…
1/ ماذا فعل الشيخ بمبادراته و مخططاته و تعهادته و برامجه السابقة ؟ ماذا ربحت منها تونس ؟ و هل يحق لمن فشل فشلا مدويا في الحكم ان يتجرأ و في هذا الوقت ان يوزع مزيدا من المبادرات و البرامج من جراح الناس و عذاباتهم ؟
2/ من سيفعل هذه المبادرة ؟ انتم الاحزاب الحاكمة ؟ رموز الوحدة الوطنية و التوافق المحتاجة بدورها و اكثر من غيرها لتحكيم اجنبي يشرف على مباريات المصارعة الحرة التي تتحفوننا بها كل يوم قبل النوم و بعده ؟
3/ ألا تعلمون اننا من نطلب لكم السلامة و نتمنى ان تعود اليكم عقولكم و ان تعفوا عن انفسكم و عن الهيئات الدستورية و قانون المالية أضعف الايمان قبل التحدث عن قانون جديد و حرب جديدة و جدل جديد و قبل صفارة نهاية وقتكم بدل الضائع.
4/ من سيعوضنا نحن عن الزمن الذي استغرقه سن قانون العدالة الانتقالية و ارساء هيئة الحقيقة و الكرامة اعمالها اشغالها استماعاتها و ما انفق عليهم من جهد و الم و جدل و مال ؟ و لماذا يا شيخ النهضة تنوي قطع شرايينها في الوقت الذي استعادت فيه انفاس المحاسبة ؟
5/ هل انت قادر يا شيخ ان تنزع الحقيقة و الاعتذار ممن يرفضون حتى تحجير السفر عليهم و يمجدون زمن الحديد و النار ؟ و اين سيكون ذلك ؟ و تحت اشراف من ؟ سليم ؟ حافظ ؟ محسن ؟ بشرى ؟ لطفي ؟ هل ستكون علنية ام كالعادة في غرف مظلمة بعيدا عن الكاميرا ؟
6/ من اعطاك الحق للتجاوز عن حق غيرك في محاسبة و مساءلة من انتهك حرمة امه و سرق نومها و اخذ كل دموعها و احلامها ؟ ألا تحسبون حساب ثورة أخرى لن تكون لكم فيها فرصة واحدة للحديث عن العدالة الانتقالية و اقناع الناس بتجنب الانتقام و الدم ؟