تحدث في كل شيء...إلا محاربة الفساد !

Photo

تحدث كالعادة و بطريقة ممجوجة و مستهلكة و متهالكة بخطاب لا مضمون له و لا جملة فيه تحترم ابسط قواعد اللغة حتى لا نتحدث عن المعجم السياسي…

خطب في كل شيء عن الوطن و الوطنية...القانون و المؤسسات...عن رجال الادارة التونسية و نساء بلادي عن الانجازات و المكتسبات...عن الاطراف المعارضة و الجهات المعرقلة للبرامج العظيمة و الاصلاحات الجذرية و المسار الديمقراطي...عن الاحتجاجات العشوائية المعطلة للإنتاج و المطالب التعجيزية....عن الثورة العفوية المجيدة و الثروة التي لا أساس لها و تتطلب حماية عسكرية و تفعيل قانون الطوارئ...و طبعا لم يفته التحدث عن الارهاب…

خطاب قدم فيه الدعم لحكومة ابنه من وثيقة قرطاج يوسف الشاهد و شد على ايدي حزبه الحاكم حزب وباء و داء تونس بعصاباته و كلابه و مليشياته و خلاياه...و قدم لهم التحية و ثمن تلك المجهودات و الاعمال...رغم الفشل و العجز و غياب الرؤية و البرامج و تواتر الفضائح…

تحدث في كل شيء سخر و غضب و امر و قرر...إلا في اهم نقطة و اكبر ملف من حيث التعقيد و الضرورة و مربط الفرس الذي يمكن ان يراهن عليه للخروج من الازمة و انقاذ البلاد فعلا و الحفاظ على المسار حقيقة لا دجلا و شعوذة ألا وهو محاربة الفساد الذي لا يختلف في تغلغله اليوم و استشرائه اثنان…

لا بل استهزأ ممن يريدون القضاء عليه و يرفعون شعارات التطهير منه...و مجد اللصوص و ناهبي المال العام و جعلهم قدرا حتميا لسير الادارة و دفع الاستثمار...و الادهى من ذلك حشر الجيش الوطني ليحرسهم و يتصدى لكل من تسول له نفسه ان يزعجهم…

خطاب لا نستغربه ممن كان ضلعا في نظام الاستبداد و بعد الثورة اراد وضع قانون يسقط جرائم التعذيب بمرور الزمن و بعد اول عملية انتخابات طالب بإسقاط الحكومة و حل المجلس التأسيسي و رحيل رئيس الجمهورية و اسقاط كل ما انبثق عن الدستور و بعد ان امسك بزمام السلطة و أصبح رمزا للانقاذ و بديلا عن الفاشلين و رسول البرامج التنموية و الاستثمار يحاول جاهدا العفو عن الفاسدين اس الخراب و تدهور الاوضاع...و يوجه اصابع الاتهام للكل إلا للفساد...متظاهرا بالحرص على الشرعية و تطبيق القانون و احترام المؤسسات.

و كأن دائرة المحاسبات التي كشفت الجرائم و الاختلاسات و التجاوزات لا تتبع ما تحدث عنه من مؤسسات تستوجب العناية القانونية و الحراسة العسكرية…

الباجي قايد السبسي رفض صراحة مبادرة الحوار الاقتصادي و الاجتماعي التي تقدم بها الاتحاد العام التونسي للشغل و لم يقبل تحجيم السلطة التنفيذية و الخروج من تحت قبة السلطة التشريعية حتى لو كان الحوار في منطقة وسطى و محايدة او حتى على يد ذلك الرباعي الحائز على جائزة نوبل الذي صفق له في يوم من الايام على اخذه بزمام السلطة و اسقط حكومة الترويكا عندما كان لا يسمع بشرعية الصندوق و لا اللعبة الديمقراطية…

إلى ان وصل إلى قصر قرطاج و أخذ دروسا في الانتقال الديمقراطي و اصبح نور الدين بن تيشة يحاضر في الحفاظ على المسار و نبيل القروي يدعو لاحترام القانون و المؤسسات و برهان بسيس يعطي دروسا في المعارضة !!!!

على فكرة الجيش منذ القدم في صلب مهامو حماية المنشئات البيترولية و الشركات الناهبة للثروات…
فقط الفرق الوحيد و خلافا للأمن فإن الجيش لا يستعمل الماتراك و الغاز و القنابل المطاطية و الرش…
الجيش ربي يفظلو يستعمل الكرطوش طول !!! و عندو مبرر !!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات