سوف تصرف مئات الالاف من الدينارات لإرجاع اصنام بورقيبة الى بعض الولايات - وليس الكل طبعا - و لن يحجموا عن قرارهم هذا فالرمزية و النمط أهم من ابناء الشهداء و لا يستحقها أولائك الاحياء…
سوف يعود قانون مصالحة السرّاق الى البرلمان ليشهد اهالي بن قردان و كل مناطق الغبن كيف تتجنّد السلطة التشريعية لا لحماية الضحيّة بل لتخفف اعباء من أجرم و نهب المال العام و وضع في جيبه اموال الطرقات و المدارس و اموال دور الشباب و الثقافة في رصيده البنكي العالمي...و تيسّر له العيش بأموال الناس…
سوف تتجند تلك الجمعيات و المنظمات المشبوهة التي لا نسمع لها ركزا و لا يعتدّ برأيها في قوانين محاربة الفساد و ارساء المساواة الاجتماعية و تكريس مؤسسات الدولة المدنية الحقيقية (قانون النفاذ الى المعلومة و قانون المجلس الاعلى للقضاء مثلا) لتتحفنا بقوانين أحمر الشفاة كالمساواة في الميراث و رفع وصاية الرجل على العائلة يقولون انها تزيد في حقوق المرأة و الكل يعلم ان أغلب نساء بلادي لا يتمتعن حتى بالماء الصالح للشراب…
سوف يستقدمون مزيدا من "الكفاءات" التي تنشر خفية كل يوم في الرائد الرسمي و التي تربت في حضن المخلوع و في حجر الحجّامة ممن نظّروا لنظام التشريد و التجفيف و التجويع ليخرجوا لنا مصلحين و ليتبولوا علينا بمزيد من برامج الانقاذ و التنوير و التحديث…
سوف يصرفون المزيد من الاموال على غلمان عبد الوهاب عبد الله و فرسان القلم المأجورة للحفاظ على عادتهم السريّة لتزييف الحقيقة و تدليس الماضي و تدنيس الحاضر…
سوف لن يعتبروا و لن يبذلوا إلا جهد الاشادة و التكريم و الزيارات الفلوكلورية و البرامج الهلامية المتلفزة ولن يكونوا في ذرّة من التضحيات و الدماء التي قدّمت و سيفرّون هم من مسؤولياتهم و سيهربون كعاداتهم من حربنا ضد الفساد و لن يرفعوا ابسط الاسلحة و لن يخسروا اقلّ مصالحهم و سيتركون المهمشين فريسة للمجرمين و القتلة ليخرجوا فيما بعد وطنيين مصدومين و زعماء مشدوهين يتساءلون عن الأسباب و يتظاهرون بالحلول....مشكورين.