لا تستغرب في تونس ان سمعت ان حرية الصحافة و في اوج الحرية قد تراجعت في تصنيفها العالمي و لا تندهش ان اكتشفت ان الاسباب الاولى و الرئيسية لهذا التراجع هي المؤشرات الواضحة على محاولات تدخل الحكومة في وسائل الإعلام وخاصة العمومية بتوجيهها و التحكم بها و بتمويلها او في وسائل الاعلام الخاصة عن طريق عقد زواج عرفي مع المال السياسي الفاسد و القذر و بمساعدة جيش عرمرم من المتطوعين الاعلاميين الذين لا يتوانون في التعبير صراحة عن حالة التخمة جراء المنسوب العالي للحرية التي اخرجت عوراتهم للعلن و اظهرت ما وراء مساحيقهم و عمليات التجميل التي صرفوا عليها الكثير بعد الثورة…
ولا تتعجب ان شاهدت البيادق الاعلامية و هي تمجد حكومة الشاهد بعد ساعات فقط من اصدارها المرسوم عدد 4 الذي يمنع بمقتضاه الموظفين العموميين من تقديم اية معلومة او تصريح للإعلاميين إلا بإذن من مرؤوسيهم و في نفس الوقت يطلقون النار على الهيئة العليا المستقلة للإعلام والاتصال و يصفقون لتجريدها من صلاحياتها في التعديل القادم....
فلا تتعب نفسك في محاولة تفسير هذا " الرافل" الذي تقوم به هذه الحوانيت او تلك الابواق المأجورة لتشويه الاحتجاجات السلمية و المطالب بالحقوق المسلوبة أو لتزيين الفاسدين و حشرهم غصبا مع تواريخ ميلادنا في الحالة المدنية !
يخرجون لنا برهان بسيس
يخرجون لنا برهان بسيس بوق المخلوع سابقا و حاليا ايقونة نداء المتحيلين صاحب الافكار العميقة و الحلول السحرية في سد شقوق اللصوص و اللوبيات… ليحاضر لنا في التنمية و يعطينا دروسا في الاقتصاد و يتشدق علينا بالحلول العملية…
و يدعونا للعمل ثم العمل ثم العمل و اخيرا اعلاء قيمة العمل….!!!!!!
و هو ذلك الصبي المتحيل الذي كان يتمتع بالوظائف الوهمية و يتقاضى اجرا شهريا بالملايين وامتيازات منصب مدير في شركة السوتاتال بملايين اخرى…
ثم يطالبون الناس بالصبر و التعقل و ضبط النفس…
اقسم ان محاربتكم واجب وطني مقدس !