صدعوا رؤوسنا طيلة حكم الترويكا بالكفاءات و تحييد الادارة...و وزعوا من منابر عبد الوهاب عبد الله كل شهائد الحداثة و التطور و التقدم...و لم يتركوا فرصة الا و لقنونا دروسا في الوطنية و الحوكمة الرشيدة و الديبلوماسية الاقتصادية...و تداولوا علينا اصنافا و انواعا من الخبراء و المحللين و الاقتصاديين و الخبراء و النقابيين و مجتمع مدني و سياسيين جهابذة…
صوروا لنا ان حزب الداء هو الحل...هو البديل...هو المنقذ...هو المستقبل...صاحب باتيندة النمط المجتمعي و مالك الاصل التجاري للدولة المدنية و حارس الهيبة و الوهرة و الكاريزما...استهزؤوا بالعقول التي صدقت انهم كفاءات و لديهم برامج "ادوخ" و استثمارات و اموال ستنزل على رؤوس المفقرين كزخات المطر عند صعودهم للحكم…
اليوم بعد ان اصبحوا يقفزون بين القصر و القصبة و باردو...و اصبح حزب الشقوق و الفساد و الفضائح بامتياز و امام عجزهم عن تنظيم اجتماع و الالتقاء دون اشتباك...اصبحوا يطلبون من الشعب الانتظار حتى تجتمع هيئة حافظ و تنظر في صيغ عملية و سبل تساعد على تجاوز الازمة و يطلبون الهدوء حتى يتمم رضا بلحاج عملية التشاور و التقييم و البحث عن آفاق جديدة للحزب و يتوسلون الصبر الى ان يتمكن بن تيشة من اعادة ربط الصلة باطاراته في مختلف الولايات من خلال سلسلة اجتماعات اقليمية...و يسألون المواطن المزيد من الوقت حتى يقرر رئيس الحكومة قيادة الحزب على ضوء ما ستفرزه الاستشارة الوطنية للتمشي الاصلاحي الهيكلي...!!!
ثم بكل صلافة لا يجدون حرجا في توزيع النصائح و ضرورة تخلي التونسي عن الكسل و الخروج الى العمل و الانتاج و دفع عجلة الاقتصاد...و لا يفوتون فرصة التنديد بأعمال العنف و الفوضى و يطالبون لا فقط بتطبيق القانون لا بل و الضرب بيد من حديد...!!!!