دولة الفساد و الديمقراطية…

Photo

في دولة يدير شؤونها نبيل القروي و يتربع فيها على عرش الاعلام و السلطة معا استنسخ من خلالهما ابواق اعلامية جديدة و صنع رجولة للقمّل و الباعوض و صنع رأيا للمخبرين و العسس و المجرمين احتذى به الانتهازيون و المخربون و السفلة الذين سخروا له طائرات المروحية و الوثائق المسربة و أفلام الفتنة و أخبار الحرب الاهلية و هو الذي لم يمض على سقوطه من حجر بن علي سوى ايام معدودات... اليوم اصبح رأس حربة للانكشاريين المدافعين عن الانتقال الديمقراطي…

يزوره الخبراء و المحللون و الكفاءات في ماخوره الاعلامي يتحدثون عن الفساد و اللوبيات و يتناقلون اخبار الملفات الحارقة و الادارة المتعفنة و المليارات المنهوبة و المهربة و يناقشون قوانين الشفافية و الاستثمار و حق النفاذ الى المعلومة و الجباية و يتباحثون في الدستور و الهيئات الدستورية…

في دولة كهذه يصبح الفاسدون رجال دولة خدموا البلاد و لهم الفضل الكبير في مكتسبات و انجازات الدولة الحديثة و اصحاب مال و اعمال لن يستقيم الاقتصاد بدونهم و لن تتحرك عجلة التنمية إلا بزبائنهم...و لجان التحقيق البرلمانية في فضائحهم يجب ان يكونوا هم أعضاؤها...و مشروع العفو عن جرائمهم لن يهندسه غيرهم !!!

مطهّر في شعبة…

و يحكي على التداول السلمي على السلطة...

و يطالب النهضة ان تثبت انها حزب مدني…

و يحرض على فتح ملفات الفساد زمن الترويكا...

و يطرح في الاشكاليات المجتمعية من منطلقات فكرية…

و يحضى بعامود قار في شوليقة يومية يستمني فيها مواقفه القومية العروبية....

و يخرج في مواخير الحجامة صحفي استقصائي له مصادرصبّة موثوقة …

و يقوم باعداد كتاب حول الارهاب و التغيرات الجيوستراتيجية جمع فيه عصارة "جواباته" من ارشيف لجنة التنسيق و بعض التغريدات الفايسبوكية…

و يحارب من اجل مكتسبات النص لوطاني للمرأة و المحافظة على حقها في التزغريط…

و ينظّر في القرآن و السنة و ما يحلّ في المؤخرات و ما يحرّم في المعتقدات…

انّه اللّحاس التجمعي ! الدستوري ! الديمقراطي ! المناضل !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات