في 13 جانفي 1898 كتب زولا مقاله الشهير" اتّهِمُ" (j'accuse). كل شي بدء عندما اعترض جهاز مكافحة التجسس وثيقة المانية موجهة الي الملحق العسكري بسفارة المانيا بباريس. في هذه الوثيقة تحديد دقيق لخاصيات وقطع المدفعية الفرنسية. كان الجيش الفرنسي يتجرع الاهانة بعد هزيمته في 1870 ضد المانيا، وكان الراي العام في غاية التوتر.
وقع التحقيق وانتهى عند راس " درايفوس". لماذا درايفوس؟ كان الجيش يسيطر عليه اليمين المطرف والمعادي لليهود، درايفوس في نظر القضاء" ليس فرنسيا بمافيه الكفاية" وهو ايضا من الl'alsace اذا " اذا هو تقريبا الماني".
طُرد من الجيش ونُفي الي غويانا. كان بإمكان الامر ان يتوقف هنا، غير انه في مارس 1896 وقع اعتراض تلغرام من نفس الملحق العسكري الالماني الي ضابط فرنسي هو Esterhazy ( من اصول مجرية). لم تحرّك الاجهزة العسكرية ساكنا ولم تراجع الحكم في حق درايفوس خوفا من الفضيحة المزدوجة: اختراق الالمان لهم وعجزهم عن كشف الخائن من البداية وكذلك خطأهم في الحكم على درايفوس. وقع إسكات الضابط الذي اعترض التلغرام ثم نُفي الي تونس.
وصل الامر الي زولا فكتب مقاله الشهير. هوجم زولا بعنف من طرف الاعلام والقضاء واتهِم بانه " يعمل لصالح الخارج" وانه مختل عقليا" و" يقوم بهذا لانه من اصول ايطالية". هاجمه الكاثوليك عبو جريدة " لاكروا" " لماذا كل من هو مأجور وحقير ومرتزق مع درايفوس؟" .
انضم المثقفون الي زولا: اندريه جيد وبرست و ميرابو واناتول فرانس.. هُدد زولا بالقتل من طرف الكاثوليك وقُدّم للقضاء بتهمة اهانة الجيش، قبل صدور الحكم هرب زولا الي انجلترا.
مانطولش عليكم: اشني الحكاية التي اخفتها الاجهزة والبستها لدرايفوس ثم استير؟
منذ 1894 زرعت المانيا فتاة في غاية الجمال والدلال في طريق وزير الحرب الفرنسي، سلبت عقله ومعلوماته. عندما تفطنت الاستخبارت العسكرية لتسريباتها كان الامر قد فات: لا يمكن تحميل المسؤولية لراس الجيش الفرنسي، ستكون كارثة تدمر معنويات الجيش المنهارة اصلا بعد الهزيمة. ما الحل؟ لابد من كبش محرقة: ليس افضل من درايفوس: وقع اختلاق رسالة وجهها الي الالمان، وجيئ بخبراء خط اثبتوا نسبتها اليه. ولكن حالما تبيّن ان هناك شكوك، وبعد مقال زولا وقع الالجاء الي نظرية ال " double fusible": وقع تعيين ضابط جديد للاستخبارات هو Henry الذي " اكتشف الخائن الحقيقي وهو استرهازي". Henry هذا بعد ان قام بالتحقيق واثبت " بحجج دامغة خيانة استرهازي، انتحر حسب المؤسسة العسكرية.
بعد سنوات سيقع الاعتذار لدرايفوس واسترهازي، اما الفتاة الحسناء فقد تبخرت حال تفطن الاستخبارات الالمانية ان امرها قد كُشف.
في ذلك الوقت كتب" Mark Twain يجب الدفاع عن زولا ضد اوباش الاجهزة العسكرية.. هؤلاء تستطيع الشعوب انتاجهم بالملايين كل سنة، اما زولا فيجب انتظار خمس قرون حتى ياتي زولا اخر".