البوبريص في لهجة الجنوبيين هو " الوزغة". هذا الكائن له ميزة عجيبة: إذا تعرّض لهجوم من شخص او اي مُفترس وأحس بخطر يهدد حياته فإنه يُضحّي بذيله او احد اطرافه حتى ينشغل بها المُهاجمُ ويستطيع هو الإفلات.
ولانّي لم اكن اطيقهُ مُطلقا في صبايا كنتُ اهاجمه دوما ب"ايد سبركه"، غير انني، ودون ان امسّهُ ، كنتُ اجد ذيله واقعا ُعلى الارض و يتحرّكُ بعصبية . لم اكن افهمُ هذه الظاهرة البيولوجية وكنتُ اندهش لها الي ان شاهدتُ تفسيرا لذلك على قناة "الجغرافيا الطبيعية": دماغ "البوبريص" يحتفظ بالخريطة الجينية، فإذا نقُص عضوُ فانه يُصدرُ "مطلبا" للsystème génétique فيقوم هذا الاخير بإفراز خلايا تصنعُ من جديد نفس العضو المفقود خلال اسبوع، ويعود البوبريص بوبريصا كامل الاوصاف.
لا يمكن القضاء على "بوبريص" إلا اذا فصلت رأسه عن العمود الفقري. عندما هُدِّد بوبريص التجمع في 2011 تخلص من ذيله وعاد لنا في 2014 بذيل جديد وقال لنا : " بحيث،انا لست التجمع".
افتضح امره وفاحت روائحه الكريهة وخشي على نفسه في 2019 وهاهو يتخلص من ذيله العجوز ويمتشق ذيلا جديدا ويقول لنا " تحيا تونس، انا لست النداء". مازال في تونس ما يُسرق ومازال فيها مُتٌسعا من الحيل والأغبياء. حين ينتهي الاغبياء ينقرض البوبريص. وأمر الله يقضيه الله.