لاشيئ.. لاشيئ مالذي حدث؟

لا شيئ .. لاشيئ.. مجموعة من الهِمّال والجهلة وبسطاء الامكانيات المعرفية تركهم بورقيبة وبن علي يعبثون كالاطفال في المعاهد والكليات، ثم وقعوا على بعض الكراسات النظرية فظن كل واحد منهم بانه الفرقة الناجية- بلغتهم هم " الطليعة"- وان كل فريق منهم سيوحد الامة العربية او الاسلامية او ينقذ البروليتاريا ويهزم الامبريالية.. ظلوا يعبثون عقودا ويتناطحون كصغار الوعول على صخرة في الجامعة..

ولم يستطيعوا فعل شي مما ادعوا.. الي ان حدثت ثورة هبطت لهم من السماء.. ركبوا فيها كديكة مزابل وبدأ الصراخ والنطاح.. كانوا كفئران مسعورة تتناهش بلاغاية..عشر سنوات وهم يمضغون نفايات افكار هم لا يعرفونها ويختلقون معارك لا يحتاجها الناس.. وراقصتهم اجهزة ورقصوا معها واستنزفتهم واستنزفوا انفسهم حتى اصابهم الهُزال فعادوا جميعا كالعرجون القديم: هجرتهم الناس وكرهتم وحقدت عليهم جميعا..

واصابهم النّقرس الداخلي وتسوست عظامهم فانقسموا جميعهم على انفسهم: ليس فيهم من لم ينفجر من الداخل..ثم جاءهم الطاعون.. الطاعون الذي كانوا يحملونه بداخلهم من يوم نشأتهم الاولى : الم يرد كل قبيل منهم افناء الاخر؟ فها قد حق عليهم القول جميعا..ذهبوا اليه كما تذهب حشرات الليل الي النار: كانوا يرقصون بينما كان يبتلعهم كثعبان اسطوري.. كان يتلقّفُ جثث الاموات فيزداد قوة وانتفاخا.. وكان من لم يأتِ دوره بعد يلطمُ ويُقهقه كقرد به نوبة من صرع او خَبل..

هل يفهمُ هؤلاء حين تخاطبهم؟ لا، برغم نرجسية الديكة الظاهرة هم لا يفهمون: عشر سنوات نقول لهم بان معارككم كاذبة خاطئة وانكم تُهيئون الي كارثة، وان الديمقراطية مسار ودُربة وتجربة تاريخية وتراكم .. الا انهم اثبتوا علينا وعلى انفسهم باننا لا نُحكم الا بمستبد شرقي او بمستعمر غربي..

واليوم؟ لاشيئ، دع الطاعون يأخذ مداه، للطواعين فائدة، انها تقتل الكائنات المريضة وضعيفة المناعة ، الكائنات التي تنقل العدوى.. رحم الله مونتسكيو " لكل فترة جديدة قوم جدد وتفكير سياسي جديد"..وليس هناك فترة ديمقراطية بدون ديمقراطيين وتفكير ديمقراطي.

- اش معناها؟

- داروين يا حبيبي داروين: ثم كائنات ( النّعت يتقال بالذكاء الاصطناعي) يلزمها تموت لأنها لا تستطيع العيش في مناخات جديدة ونظام غذاء جديد ..هاذي موش قرار او رغبة حتى حد، هي لم تستطع التّكيّف فماتت.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات