نحن إزاء وضع جديد وغير مسبوق. ما يحدث في المنطقة من المغرب والجزائر مرورا بالسودان واليمن والعراق ولبنان،يقول باننا إزاء وضع غير مسبوق. وجه الجِدة فيه انه:
(1) بروز شكل جديد من الارادة لم تعرفه المنطقة هو ارادة الجُموع. هذا الطوفان الجديد بصدد اجتثاث إرادة الحاكم الهووي الذي جاء بُعيد الاستقلال.
(2) سقف الارادة الجديدة ليس " الجهاد" في سبيل المِلة ولا الموت من اجل الدولة القومية،انما هو الموت من اجل المواطنة.
(3) تقنية الانتماء لم تعد هي الارتباط بجماعة روحية او طائفية او صدفة الانتماء لايديولوجيا قطرية،انما هي تعاقد ستُبرِمه هذه الارادات بعد انتصارها وبعد صراعاتها الناتجة عن عودة اشباح وكوابيس هووية. تعاقد يقوم على احترام الذات وحريتها وكرامتها.
(4) سوف يصحب هذا انهيارات كبرى : كل طرق الضبط والتأثير والتوجيه القديمة ستُطحَنُ في دوامة الصراعات القادمة : الشيخ والامام والمرجع والقائد والزعيم.. والايديولوجيا القومية والماركسية والاسلاميه.كل ما يجعل من الفرد وسيلة لتحقيق غاية سيقع تجاوزه.ميلاد الارادة الفرديه يتنافى تماما مع هذه السلط.
(5) بالطبع لن تبقى المنطقة كماهي والحدود كما هي. ستستميت القوى القديمة (الطائفيه و" الوطنية" والاستعمارية) للمحافظة على الامر الواقع ولن تعود الارادات الوليدة الي الوراء. سيتحالف العالم القديم وسيتحالف الرابحون من التغيير. وسيمزق الصدام المنطقة ويعيد خلطها وترتيبها. الدول التي سوف تنجو هي تلك التي يستسلم فيها العالم القديم بدون دماء.
(6) سيكون هذا طويلا ومريرا ولكن سيؤدي الي وفاة شكل التواجد الموروث عن الإمبراطورية العثمانية وعلى سايكس- بيكو.الحضارات كطائر الفينيق: لكي تتجدد لابد ان تهرم وتحترق. ستولد جغرافيا جديدة لا يستطيع أحد توقعها. ان هذا الموت/الولادة وهذا المجهول هو ما يدفع بالمرعوبين الي التحالف مع العالم القديم. ولكن من يعارض الاعصار إذا آن اوانه؟
ملاحظة: اعرف ان الكثير من المرعوبين سيقدمون اعتراضات العجائز من قبيل: قطر وتركيا وبرنار ليفي..لقد قمنا بالرد على هذا الاف المرات: كل قوة في العالم تسارع الي البحث عن موطئ قدم اذا حدث زلزال في بلد ما: كانت الدولة الفاطمية تتدخل في ايطاليا وسارعت فرنسا الي التدخل خلال الثورة الانقليزية وتدخلت الو.المتحدة خلال الثورة الفرنسية و نكاية في انقلترا التي دعمت بقوه لويس 16..وفي ثورة اكتوبر ذهب فورد والتقى لينين وعرض عليه المساعدة..يعني راك ماجبتش الصيد من ذيله سي الخردة.