هكذا علق ناجي جلول عن ما يحدث ليلا بتونس، رآى فيه " نهاية لربيع العربان". سنحاول تفكيك هذه الجملة:
- " ربيع العربان" هو اسم لكتاب لتوفيق البشروش ويتكون من جملة من الوثائق حول الفترة الاولى من ثورة علي بن غذاهم.
- لماذا عَنوَنَ البشروش الكتاب ب" ربيع" والحال ان ثورة بن غذاهم قد تحطمت على اسوار المركز؟ لان الوثائق التي نشرها تعتني فقط بالفترة الاولى التي كان فيها " العربان" منتصرين اي من افريل الي جوان 1846.
- " العربان": اسم تحقيري كان يُطلقه المركز على سكان الدواخل والجنوب. نجده تحت قلم ابن ابي الضياف - ابن السلطة التي ثار عليها العربان- في اتحاف اهل الزمان مع اوصاف اخرى مثل الاوباش وسكان الاحراش والصعاليك وقطاع الطرق واسافل الناس.
- 14/17 في" عقل "ناجي جلول : هي " هيصة" انطلقت من حيث انطلق نفس " العربان" لتهديد سلطة اسيادهم في المركز. الاسياد هذه المرة ليسوا البايات وانما الساحل العظيم حيث الوردانين مسقط راس ناجي جلول.
- ومثلما لم يستطع الباي وقواته سحق ثورة العربان الاولى انما دمرت نفسها بحمق ابنائها وصراعاتهم حول غنائم وهناشيرلم يصلوها بعد، لا شك ان جلول سعيد بصراع صبيان العربان المعاصرون وبخروج الفقراءللشوارع ويرى فيه بشارة على نصر قريب.
- " ربيع العربان" انتهى نهاية مأساوية لا شك ان جلول يستحضرها ويُحضرها للعربان الجدد : بعد انقسامهم وصراعهم انتهوا جميعا في " الكراكة" في حلق الوادى. يصف لنا ابن ابي الضياف التعذيب الشنيع والتمثيل بأجساد قادة العربان الامر الذي جعل بعض القناصل الاوروبيون يتدخلون للشفاعة في بعض الضحايا.
للمرة الثالثة يخون الاوباش والاسافل والنوكى الشعب ويقدمون انفسهم والشعب لأسيادهم. علينا ان نفكر جيدا في الاعاقة الذهنية لهؤلاء الاوباش ونتجاوزها. هؤلاء بَعر التاريخ.
ماذا تعني اوباش في ذهن المركز؟ هم الرعاع الذين يحرثون ويفلحون الارض ويرعون بالوبر و يقدمون سنويا لأسيادهم جزءا من محصولهم ولا يدخلون عاصمة الايالة ابدا بموجب قانون اصدره الباي هو قانون " الهُمّج" او " الهَمَل" في 1848.