تفاعلا مع الحبيب بوعجيلة والي كل الاصدقاء
ان واجب العمل الفوري على ايجاد بديل عن هذه الطبقة السياسية ليس ترفا او تنطّعا وانما هي الضرورة: لم يتركوا لنا خيارا غير ذاك.
1) عجزهم البِنيوي :
اذا اقررنا ان عملية الاصلاح لا يستطيع ان ينهض بها فصيل واحد وذلك لما يتربص بها داخليا وخارجيا، وانها تحتاج دوما الي جبهة داخلية متماسكة ، فان هؤلاء قد بينوا عجزا بعيدا في القدرة على العمل معا. كان ذلك في مناسبتين: 2011/2013 و 2019 حتى الان.
2) هم في انسداد " تاريخي"
مردُّ هذا العجز انهم محكومين بتجارب واحداث تاريخية لم يستطيعوا حلها ولا تسويتها ولا تجاوزها. احداث تبدأ من المنشية حتى صراعات الجامعة مرورا بالاغتيالين وبما حدث في ليبيا وسوريا.
3) الصراع العدمي
اخطر ما في صراعهم هو :
- العجز عن ايجاد ارضية لأية عملية نهوض وما تستوجبه من استقرار وتماسك داخلي يجعلنا نواجه القوى الاقليمية والدولية التي لن تسمح باية نهضة في المنطقة العربية.
- تستغل اللوبيات المالية والفساد والسفارات هذا الصراع وتغذيه كما يستغل المتصارعون هذه الاذرع ضد بعضهم عوض محاربتها مُتحدين.
-صراعهم يدفع الناس الي اليأس ويدفع البلاد الي الافلاس وهو طريق لتجويع الناس ومن ثم فرض التطبيع مقابل الغذاء.
4) تجاوز مرضهم العضال
-تجاوز فكرة " الطليعة": هم حركات طلائعية كما تصورها سان سيمون: نُخب طهورية تعتقد امتلاك الحقيقة وتريد احتكار قيادة "الجماهير "الي الخلاص كما تتصوره هي. لو شَطَبتَ النهضة لاكل " الشعبُ "التيارَ..
5) " العقلانية" و " الثورية"
اليست العقلانية - في بعض معانيها- ان نحدد الاهداف الممكنة واقعيا ونوفر لها وسائلها المطابقة؟
اذا كان الهدف هو تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية، واذا كان هذا يشترط وضع كل طاقات المجتمع في مشروع واذا كان هذا يحتاج حماية من كل اطياف المجتمع الا تكون الاداة بالضرورة مُشكّلة من كل اطياف المجتمع؟
" الثورية": علينا اعادة تعريفها. كانت تعني سابقا مناهضة النظام القديم.
الان من لا يعمل على قاعدة الديمقراطية والاعتراف بالمختلف والالتزام بقرار الصناديق ليس ثوريا.من لا يؤمن بالمشترك المواطني ويعمل لصالح قوى معادية- احيانا دون قصد- ليس ثوريا.
6) وعليه:
علينا تجاوزهم جميعا وخلق جسم سياسي جديد يُجسّدُ داخله الاختلاف، يكون وِحدة في صيغة جمع حتى يجد المجتمع فينا وجهه: كثرة تحتكم للمشترك: الحرية/ العدالة الاجتماعية/ الالتزام بالقانون/الاحتكام للصناديق/ السيادة/ الديمقراطية
من يجد نفسه في هذا فهو ثوري وعقلاني وتقدمي ووطني. اما طريقة توجيهه لحياته الخاصة فامر يعنيه. يا صديقي البناء يقتضي الهدم واليأس من الاولين طريق للأمل والامساك بالمستقبل. اما الثيران القديمة فعاجزة عن التجاوز، ستخور قواها قريبا وتموت و يتحاشاها الناس.
لكل فترة سياسية جديدة تفكير سياسي جديد. لم ننتبه الي هذا وضيعنا الكثير من الوقت وراء كائنات تشكل تفكيرها خلال الحرب الباردة وبقيت هناك.