ابو عبيدة هو انتَ، ابوًعبيدة هو انا. ابو عبيدة وجهك الذي فقدته منذ قرون. ابو عبيدة هو انت ، طفلا،تقفُ على مذبحة دير ياسين ، هو انا عاجزا ارى بيروت تُذبح، هو نحن مُقيّدون نرى بغداد تسقط بأيدي المغول، ونراهم يحرقون المكتبة والمتحف ويبولون في شارع الرشيد ولا نملك شيئا.
ابو عبيدة صيّاد يُطعمُ اولاده من مصارعة الامواج ويطارده حرس الحدود العربي، تسجنه الانظمة وتُسلمه لأمريكا لنُقطة سوداء في جبينهم، ثم تُعيده لتعذبه مصر حتى يعترف انه من فصيل يريد اخراج القواعد العسكرية من العراق..
ابو عبيدة هو انت تشاهد الجيوش العربية تشارك في " ثعلب الصحراء".. هو انا ارى العلم " الاسرائيلي" يرفرف في القاهرة...ابو عبيدة هو ذلك الطفل في انتفاضة الحجارة الذي امسك به جنديان صهيونيان وشرعا في تكسير يده بواسطة حجر ( الفيديو لم يعد موجودا في اليوتوب)..
لماذا لابد من ابي عبيدة؟ لأنه لابد منه. المعجزة ليست ان يوجد ابو عبيدة، المستحيل هو ان لا يكون...في التاريخ هناك ثقافات وحضارات انتجت في فترة ما " الفرد الامبراطوري"، ذلك الانسان الذي يقف ويرفع سبابته ويخطب في سوق البشر: " الحق هو هذا، والباطل ذاك، والخير هنا والشر هناك.."
ابو عبيدة هو كل هذا، هو انا وانت والذين ماتوا والذين سيولدون.. هو الفرد الامبراطوري يتحسس سلاحه ويرفض الهزيمة .. تدفعه روح عاتية عمرها قرون: يصرخ في وجهه ابوعبيدة ابن الجراح وخالد بن الوليد والقعقاع وعمرو بن العاص ومعاوية " ويحك ! قف وقاتل!" فيقول " انه لجهاد نصر او استشهاد".