في اطار الصراع المحتدم بين محور المقاومة وبين الجيش الصهيوني، ثمة ظاهرة توقفت عندها وهي عبارة "سقطت في اراضٍ مفتوحة" التي تتكرر في البيانات العسكرية الاسرائيلية وتصر فضائيات عربية على نقلها عاجلا وآجلا وتكرار الاشارة لها، وقد بدأتُ برصد هذه العبارة في قناة الجزيرة خلال الفترة من 27 تموز 2024 الى 18 نوفمبر 2024، معتمدا على الاخبار "عاجل" وشريط الاخبار الذي يرافق البث، وقد تكرر هذا التعبير خلال الفترة (82 يوما) ما مجموعه 74 مرة ولم يعلن عن اية اصابات ، وتغطي هذه العبارة( أي سقطت في اماكن مفتوحة او العبارات المشابهة لمضمونها ) نتائج كل الصواريخ القادمة من غزة ولبنان والعراق واليمن ولا تؤدي لإصابات.
نتيجة لتكرار هذه العبارة ، بدأت بمحاولة تحديد عدد الصواريخ التي اطلقت على المواقع الاسرائيلية المختلفة ،ثم تحديد الكثافة السكانية في مناطق هذه المواقع ثم عدد القتلى من العسكريين والمدنيين (استنادا للارقام التي ينشرها معهد الامن القومي الاسرائيلي الذي يصنف بأنه يحتل المرتبة الأولى في اسرائيل و 13 في العالم).
اولا: عدد الصواريخ :
كان عدد الصواريخ حتى 27 تموز هو 19 الف صاروخ وبلغ مع نهاية المدة(18 نوفمبر الحالي) 26 الف صاروخ و240، أي ان العدد زاد 7 آلاف و 240 صاروخا خلال 82 يوما، وهو ما يعني :
أ- ان معدل عدد الصواريخ يوميا هو 88.29 صاروخ يوميا، أي 3,7 صاروخ كل ساعة.
ب- عدد القتلى: في اول الفترة 1650 (مدنيون وعسكريون) ووصل الى 1772 في نهاية فترة القياس ، اي انه في 82 يوما قتل 122 فردا، اي بمعدل 1,5 قتيل يوميا.
ت- عدد الجرحى: في بداية الفترة 17 الف و 693، ارتفع الى 21 الف و 744، اي بزيادة 4 آلاف و 81 جريحا، اي بمعدل يومي يصل الى 49,8 جريح يوميا.
ث- اما العسكر ، فقد ارتفع عدد القتلى من الجيش الاسرائيلي من 702 الى 798، اي بزيادة 96 قتيلا ،اي بمعدل 1.2 قتيل عسكري .
ثانيا: المناطق المفتوحة:
تبلغ مساحة اسرائيل البرية 20 الف و 671 كيلومتر مربع، وهو ما يعني 434 شخصا في الكليومترالمربع الواحد، وهو ما يضعها في المرتبة 15 عالميا في الكثافة السكانية( مع استثناء بعض الجزر الصغيرة المتناثرة والتي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة).
وتكشف دراسات الباحثين الاسرائيليين في مجال الكثافة السكانية عن المؤشرات التالية( دراسات آفي وييس(Avi Weis و يودان روفي(Yodan Rofe) وغيرهم :
1-ان نسبة سكان المدن الاسرائيلية الى اجمالي السكان هو 91.8 %، مع ضرورة التنبه الى ان منطقة النقب الصحراوية التي تمتد من اسدود الى ايلات تشكل 55% من مساحة اسرائيل (12 الف كيلومتر مربع) يسكنها فقط 8.2% من السكان .
2- يتركز 91,3% من السكان في عشر مدن، وحوالي 0.5% في بلدات كبيرة.
3- لو اخذنا المدن الكبرى وهي القدس تليها تل ابيب ثم حيفا سنجد ان مدينتي حيفا وتل ابيب هما الاكثر عرضة لاطلاق الصواريخ قياسا ببقية المدن ا لكبرى، وتبلغ الكثافة السكانية في هاتين المدينتين :4952 نسمة في الكيلو متربع المربع الواحد في تل ابيب و 2600 نسمة في حيفا.(عدد سكان تل ابيب 432 الف و892 نسمة ومساحتها 87.4 كم مربع) ، بينما حيفا عدد سكانها 285 الف و316 يعيشون في 109.7 كيلو متر مربع).
4- بعض المناطق الحضرية حول تل ابيب مثل بني براك(Bnei Brak)، يصل معدل الكثافة السكانية فيها الى رقم قياسي وهو 28 الف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد( وهو ما يعني 2.8 أشخاص في كل 100 م2 )
النتائج:
تكشف المعطيات السابقة ان كل 88.29 صاروخا تقتل 1.2 يوميا وتجرح 49.8(اي اصابة 51 بين قتيل وجريح)، لكن عدد مرات ذكر سقوط الصواريخ في مناطق مفتوحة هو 74 مرة ، ولم يتم ذكر أي بيان عسكري أوصل مجموع رقم القتلى والجرحى في اي يوم الى 51 قتيلا وجريحا..( طبعا هذه الارقام مقتصرة فقط على الفترة من 27 اغسطس الى يوم الامس فقط).
والملفت للنظر ان اسرائيل ترفع اعداد المصابين من المتدافعين هربا نحو الملاجئ، وهو أمر ملفت للنظر، فلماذا تكون خسائر التدافع اعلى من خسائر انفجار الصواريخ؟
ذلك يعني :
أ- عدم اتساق ارقام الخسائر الاسرائيلية المعلنة نهائيا مع الكثافة السكانية العالية جدا بخاصة في المناطق التي تتعرض الى اكبر قدر من الصواريخ ،
ب- لا تتسق الخسائر مع عدد الصواريخ،
ت- لا تتسق المساحة الضيقة جدا والتي توصف بالمناطق المفتوحة مع نسبة الاصابات من الصواريخ.
ث- نسبة سقوط صواريخ المقاومة في المناطق المفتوحة لا تتسق اطلاقا مع المساحة الصغيرة جدا للمناطق المفتوحة.