السنة الفارطة في نفس هذا الشهر وفي نفس هذه الأيام كانت إيطاليا تحت قصف الجائحة والموتى بالآلاف والوضع كارثي بأتم معنى الكلمة…. حتى تونس بعثت لها المساعدات .الناس محصورة في شقق 50م وتودّع في موتاها عن بعد وأجلت كل شيء في حياتها… لكن إرادة الحياة لا تُقهر…
البارح نفس نوافذ الشقق التي كانت في السنة الفارطة رافعة العلم تضامنا مع الدولة وتصفّق للإطار الطبي وتعزف في لحن النشيد الوطني خوفا وحزنا البارح رفعت العلم الوطني وصفقت للفريق الوطني لكرة القدم وأنشدت معزوفة الوطن فرحا واعتزازا…
شعوب تموت وتعاود تحيا ودول لا تعرف الانهيار وفوق الركام تبني انتصارات ومن الحزن تصنع قيثارة وتعزف للحياة وتغني للحب. شعوب تعرف تصبر ودول تعرف تتحكّم في إدارة الشأن العام . ثقة متبادلة بين الحكّام والشعوب وتآزر وتضامن آلي بين فئات المجتمع…
البلوزة البيضاء في السنة الفارطة كوّرت مليح وربحت الطرح . والمريول هذه السنة كوّر مليح وأهدى شعبه الكأس.
وفي المقابل …
شعوب ترضى تموت وما تأجلش خطبة والاّ عرس. وتقتل أمها وأبوها وما تصبرش على شيشة في القهوة. وفي سبيل الجمعية يفنى الشعب عن بكرة أبيه. ومن أجل الحزب يقع اختراق البروتوكول. ومن أجل الكرسي يضحي بسلامة المواطنين. العلوش أكثر قداسة من النفس التي حرّم الله قتلها. والخلاعة لا تنازل. والقضية من سوق الجمعة أهم حتى من صلاة الجمعة.
والمحواسة في الفريب ما يسلمّشي فيها حتى كان الكورونا عاملة نصبة ف السوق… حنة العروسة أكبر من الوطن وسهرية الباك أكبر من تونس وفوق هذا التنبير وتكسير المقاذف ولا عاجبهم الإطار الطبي ولا الجيش ولا جماعة الكشافة ولا الهلال الأحمر ولا المستشفى الميداني. ولا الهبة القطرية ولا الطيارة المصرية ولا المساعدة الإماراتية… ويناقش في نوعية التلقيح وخايف من الأعراض الجانبية…. ومتاع الله يا أبناء الكلب. ويلزمها أهم من هذا الكلّ برشة محبة للعلم والوطن.
كونوا بخير والدايم الله