اليوم صباحا قرأت حوارا مع ممثل المنظمة العالمية للصحة... قال انّ تونس من أفضل البلدان في طريقة التعامل مع فيروس كورونا...بدأت باتخاذ اجراءات وقائية منذ شهر جانفي أي قبل ظهور أول حالة في تونس... ووقع تدريب فرق التدخّل والاستعجالي والكادر شبه الطبي وتجهيزهم للتعامل مع ظهور الحالات الأولى.... والمنظمة بصدد متابعة الإجراءات التي اتخذتها الدولة التونسية. وهي على استعداد تام لتقديم يد المساعدة.
بالطبيعة هذا الكلام ما يتسمعش وما يدورش في الإعلام ولا في الفضاء الافتراضي لأننا تعلّمنا بتكسير مقاذفنا... وما يحبوش هذا "الكلام" يدخل في رصيد حكومة "الإنجاز"... الأمور موش مسيبة... الوباء عالمي والتفكير في النجاة لا يكون إلاّ عالمي…
نحاول نشوف نصف الكأس المليان باش نرفع من معنوياتي حتى لا أسقط في فخاخ كورونا... ونقول
غصرة وتتعدّى وتو تسخن الدنيا وترقد كورونا وتخلينا ناخذ نفس... حكومتنا عاملة ما بوسعها ووزير الصحة معاركي وسينتصر... والكادر الطبي مراهن على معركة كورونا حتى يُثبت جدارته ويسترجع ثقة الناس فيه وسيكون له ذلك....
ناس لا تنام ولا تهدأ ومعرضة نفسها للمخاطر. وأحنا من خلف حاسوب وإلاّ في بلاتو معقّم نشكّك في خياراتها... ونروّج في كلام قاعد يتصنع في مكاتب تزييف الوعي.
إعلامية في الوطنية1 عدّات أكثر من ساعتين تجبد في شعرها وتحطّ في الماكياج وجاية تتسومم وتبث في الشكّ والريبة وترذّل في خيارات ناس حتى وجوههم ما يلقوش وقت باش يغسلوها؟ ناس ما يروحوش لأولادهم وما يعرفوش آش صاير في ديارهم وأنت تجي تصب عليهم سطل ماء بارد؟ وتزيد تقول تأخرنا برشة وموش هكّة…
لمّا نشوف الحملات التوعوية والمبادرات المواطنية وهذا الإصرار على تذليل الخسائر... نقول الحمد لله هذا الشعب لن يخذل نفسه....
كورونا فيروس خبيث هذا صحيح لكن نفخ فيه الإعلام والآن التحق بعض السياسيين للاستثمار فيه وللتشكيك في مؤسسات الدولة... وبعض المدونين انخرطوا في جوقة التبوعيج: هذا يُفتي والآخر يحلّل ويقدّم في مقترحات وهذا أصبح خبير وهاذيكا تسب وتلعن في الرئيس إلّي ما عملش خطاب يشبه خطاب ماكرون...
وماكرون خرج والفخفاخ وقتاش؟
تفرّجوا على البلاتوهات في فرنسا واقرؤوا ما يُكتب على خطاب ماكرون تو تفهموا أنّ الإعلام والسياسيين في تونس قارين في نفس المدرسة… ماري لوبان قالت amateurisme وإعلاميين يحلّلوا في الخطاب قالوا ماكرون نقل التردّد ses hésitations للناس…
ماكرون اتخذ قرار إيقاف الدروس وتسكير المدارس لما وصلت فرنسا للمستوى الثالث…. لما حُجر على مدير مكتبه وعلى معاونيه. وأصبح على مرمى حجر من كورونا…
وفضلا عن هذا تونس موش فرنسا لا من جهة الجغرافيا السكانية ولا من جهة المناخ ولا الثقافة الصحية…. ولا حتى من جهة كثافة السكّان وتنوّع الأديان والثقافات. ربّي يحمي تونس ويحفظ شعبها ويبعّد عليها مهاميز السوء….
مواجهة الكوارث ما تكونش بالتنبير والتخوبيث وإنما بالرجلة والمروءة والمسؤولية…. صفّ واحد لمقاومة الخباثة…. وما قال لك حدّ امشي صلّي الجمعة بالسيف…. استفت قلبك. وكان عندك بوك ما تخليهش يمشي…. الدولة موش باش تتحكّم في ضمائرنا.