لمّا تشوف بعينيك عدد قاعات الأفراح والكمّ الهائل من الفرح والبهجة على امتداد عشرات الكيلومترات كل ليلة و7/7... نساء ورجال وشابات وشباّن عايشين اللحظة وdéconnectés نهائيا عن ريزوات القصبة وقرطاج وباردو ومونبليزير والبحيرة…
لمّا تسمع بوذنيك الأغاني والزغاريد التي تخترق الفضاء على امتداد اليوم وفي كلّ حي من أحياء تونس... ناس فرحانة بالنجاح وناس مُحتفلة بختان وناس عندها وطية أو حنّة... ناس هازة كسوة وناس ماشية لحمّام عروسة.
ناس معدّلة بوصلتها على مواعيد الأعراس في البلاد وما تسمع كان (وقتاش مروحين؟).
لمّا تشوف طوفان جماهير الكرة يعمّ الشوارع: نساء ورجال وشباب وشيابين وأطفال كلّهم "فرحانين" و كلّ تونس من شمالها إلى جنوبها تعيش "المشترك" الذي صنعه الكوارجية…
لمّا تشوف إقبال الشباب على المهرجانات الصيفية... تشوف شباب يُراقص الحياة مُتحدّيا إحباط الوزير وغباء رئيس الجامعة وعُنف الأمن الجامعي وابتزاز النقابات وخيبات السياسات التعليمية.
شابات وشبان يدورون حول الشمس بحثا عن "الخلاص" وسعيا نحو الفكاك من أسر تشاؤم إرادة شيوخ "القديمة" .... هم يُجاهدون صلابة الواقع وعُنف المشهد بترويض النفس بلحظات عذبة ذو جمال...
لحظات قد تُفضي إلى رقة القلب ورهافة الحواس.... فيعود "الربيع". وتنقشع "الغمّة". لمّا تُعاين هذا الواقع المُتموّج بين "الشهيلي" و"البحري"... بين الداكن والفاتح بين الصلب واللين. بين التشاؤم والتفاؤل.
تفهم أنّ هذا الشعب لا تؤثّر في تمثّلاته ولا في نمط عيشه "معارك" السياسيين ولا تعنيه وضعية "عُنق الزجاجة" الذي وحلت فيه الأحزاب... الشعب بلغ سنّ اليأس السياسي.
هذا الشعب غير مُهتمّ بما تبثّه القنوات التلفزية من "تشاؤم" ومن "إرعاب" ومن "ترّهات"…
هذا الشعب "عيّاش" وتعلّم يقاوم الإحباط وأصبحت لديه مناعة ضدّ سموم VTR مريم وتفشليم لطفي وتخضريت بوغلاّب وشعوذة الزرقوني... وركاكة شكيب وقلة رجولية الوحش.
هذا الشعب سوف يقول كلمته لمّا يحطّ ورقته في الصندوق... ويمين البكوش في صدره.