لو كلّ موظّف يراكي سيّارته في الباركينغ موش فوق المادة.. ويطلع للبيرو في الوقت موش بتأخير ثلاثة أرباع الساعة... وما يُخرجش يعمل قهوة مع الزملاء.. ويحطّ الهاتف الجوال في القجر ويسكّر عليه ...
ويبتسم في وجه الناس ويخدم من غير ما يعمل كل ربع ساعة تكحيلة على الفايسبوك ومن غير ما يطلب أمه وأخته وبنته من تاليفون الإدارة... وما يخرجش يعمل دورة في المارشي وطلّة على الفريب.
تخيّلوا…
لو الناس تخدم الساعات المطلوبة منها وإلّي تُخلص عليها... وما تغيبش وزميله(ا ) أو زميلته(ا) تغطّي عليه(ا) "مشا(ت) للإدارة".."عنده(ا) اجتماع"... "عند رئيس المكتب عندهم ملف يخدموا فيه"... "أرجع لها العشية عندها إنسباكسيون"…
تخيّلوا....
لو الجزّار ما يغشش الحريف ويبيع له لحم شارف على أساس انه برشني صغير والخضّار ما يخلّطش سلعة أمس مع سلعة اليوم ويحطّ الباهية في الواجهة والخايبة في قفة الزوالي...
تخيلوا…
لو الطبيب يتعامل مع المريض كإنسان موش كحريف ويعطيه حقّه في الفحص وفي الإستشارة ويوسّع باله وينصحه ويتحمّل القلق متاعه... لو الممرّض ما يتعاملش مع المستشفيات كأنها رزق السيد الوالد ولو المريض ما يتعاملش مع الكراسي والفروشات على أساس أنها رزق البيليك... ويحط الفضلات في مكانها ويصبر على العلاج كما يصبر على المرض ويوسّع باله…
تخيّلوا…
لو نتعامل مع بعضنا كشُركاء في الوطن وليس ناس كرّاية وناس ملاّكة... ولو نبحث على المُشترك إلّي يجمعنا موش نبربش في تفاصيل تعمّق بها الشُرخ…
هذه أمور بسيطة لا تتطلّب مُساعدة لا من البنك الدُولي ولا من صندوق النقد الدُولي... ولكنها ستُعمّق ثقافة "العيش المُشترك" وتنقلنا من وضعية الشعوب والقبائل إلى وضعية "شعب المواطنين"....
نهاركم غرّ وما فيهش شرّ....
الإنتقال عقلية....