انتشار الكورونا بهذا النسق المرتفع ينسف كل الادعاءات حول التطعيم ضد الجدري وحكاية البسيسة والحشيش والتاي الأخضر والهريسة العربي والحلبة.... ودرجة الحرارة المرتفعة.
فقط الالتزام بالتباعد الجسدي وتطبيق قواعد الوقاية من نظافة وغسلان اليدين وتعقيم الأشياء قبل استعمالها... وغلق الحدود وفرض نمط من التباعد في المقاهي والمساجد ومراقبة جميع الأماكن التي يجتمع فيها الناس... وخاصة وسائل النقل العمومي.... ومنع استعمال المكيفات خاصة في الفضاءات العامة والالتزام بمسالك كوفيد في المستشفيات وفي المصحات الخاصة تلك هو سرّ وضعية "صفر حالة" التي وصلنا لها....
لحظة تخلينا على قوة العقل وتمسكتا بقوة الاستيهام فقدنا السيطرة على الوضع.... لحظة انخرطنا في حديث الشعوذة ولم نحترم كلام نصاف بن علية بالنسبة للأعراس وللتجمعات وضرورة احترام مسافة الامان ووضع الكمامة وقتها رجعنا لنقطة البداية.....
الموجة الثانية ستكون كلفتها قاسية.... لأن الفضاء العام ملوث والمسؤولين غارقين في وحل السياسي.... والامور خاشة بعضها. بالله الأحزاب السياسية الي تحب تحكم وغاضبة من تجريدها من صلوحياتها بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للديمقراطية... ماذا انت فاعلة أمام عودة الجائحة؟ اش حضرت لمقاومة البطالة والجوع ونقص الأدوية والموت المتربص بنا؟
فيقوا وعودوا إلى رشدكم... الموجة الأولى قاومنها بحكومة وحدة وطنية ( ولو شكلية) وبوزراء لديهم حس وطني كبير وقدرة على التضحية .... كان الصحي مدعوم بالسياسي. والاجتماعي مدعوم بالسياسي. وكله شداد وزر بعضه.
وزراء تجردوا من صفاتهم الحزبية وشمروا للعمل .... وقتها لم يكن الانتماء الحزبي له معنى... فقط الانتماء إلى تونس صنع الفارق. المرحلة ليست مرحلة حكومة سياسية ولا حكومة تكنوقراط... بل حكومة وحدة وطنية لمجابهة الجائحة.
كفى مزايدات وصبان زيت على النار.... وكفى خطاب التفتين والثورجية الخاوية من الفكرة الفاعلة. كل واحد ينجم يجبد معجم ويبدأ يلطخ في الكلام والناس تصفق.... لكن ماذا بعد؟ ماذا بعد خطاب التخوين والتكفير والترذيل؟ وين تحبوا نوصلو؟ نقتلو بعضنا؟ على هذه الدزة ستتكفل الكورونا بذلك فاقتصدوا في الكلام. وخذوا دواء مضاد للاسهال الكلامي...
نعرف أنكم تخدموا على رواحكم لكن خذوا عطلة ....