تسمع نهارين في جرة بعضهم محمد بو حلاّب في "الماتينال" يجيك انهيار في النخاع الشوكي... خاصة لمّا الفقرة متاعه يختمها حمزة البلومي بضحكة عبيطة. يعذّبوا بهم الكُفّار... علاش هذا الكلّ وعلى الصباح؟
قلّك في عهد بن علي ما يطيح حدّ في القمّة والكياسات 5/5 والعصافير تزقزق والجوّ جميل وشاعري وبو غلاّب يغرّد في شوارع تونس جنبا إلى جنب مع لبيب…
في عهد بن علي سيدي خويا ربما أنت كنت بوّاب البالوعة إلّي كنّا عايشين فيها شعب كامل أما وقتها بفضلك وبفضل أمثالك ولا وأحد كان يحلّ جلغته ويتكلّم ولا يقول فكّوا لي داري ولا اغتصبوا لي بنتي ولا خذوا لي أرضي وحتى واحد ما يخطر على باله يسأل علاش الرئيس قام متأخّر وإلاّ شبيه عنده فاتورة بعشرة ملاين قاروص ...
كانوا الطرابلسية يقسموا مع التاكسيست واللواجيست ومع موزّعي الزطلة وبياعة الخمر خلسة، وأخت بن علي كانت متحكّمة في الكاباس وأخت ليلى شادة باب الوظيفة العمومية... وليلى يخوّفوا بها الوزراء والولاّة وبلحسن يفكّ في نساء الرجال وعماد يعمل إلّي يقول له رأسه وقت تحكم له السكرة...
كانت أربع شركات محتكرة سوق المعدّات الطبية وزوز عائلات محتكرة استيراد السيارات... والفستق الملوّث يتباع للشعب الكريم في القراطس والصفقات العمومية تتعمل على قياس شعبان وجماعته... والقناطر تتبنى بجماجم الرجال. والفنّانين إلّي يحلّ فمّه يوزّروه في قضية مخدّرات.... والقضاء مرهون والإعلام يبيع في دجاج الحاكم.
مهما كان منسوب الرداءة الذي وصلنا إليه … مستحيل يكون أكثر من الخراء إلّي كنّا غاطسين فيه للعنكوش… صحيح الوضع كان ينجّم يكون أفضل ممّا نحن فيه… لكن على الأقلّ اليوم 50% من التوانسة ما عادش يمرضوا بالغصّة و80% ماعادش يشعروا بالغبن والإضطهاد… البقية التي عكّرت صفو سماءنا هي بَعْر نساه بن علي في تراكن تونس وما لقاش شكون يمسحه.
بو حلاّب عامل فيها ثوري في زمن الثورية ما عادش توكّل الخبز…. قلّك غضبان وحزين على وضع البلاد وهو حزين على الشهرية إلّي كان يأخذ فيها من الشعبة متاع الإذاعة والتلفزة لمّا كان يخدم لبيب في شارع الطرابلسية…
وصلنا إلى وضع فيه بوغلاّب زعيم الثوريين وعبير موسي زعيمة المُعارضة وحمزة البلومي يحكي على كتاب للمؤرّخ التونسي ما نعرفش آش اسمه (هو في الحقيقة موش مؤرّخ) … شكون ضربنا بماشطة جابنا في هذه البالوعة؟