المرا في تونس تشتغل وتخدم bonne و طبّاخ وشوفور وتُدير قراية أولادها وتمشي تقابل الأستاذ وتعارك المدير... وتقوم بالواجبات العائلية: تهنّي وتعزّي وتبارك وتطيّر السوء ولمّا يجوا ضياف من البلاد تقعد في الدار باش تفرح بهم وتسهر معهم وتفرّش وترقّد وتقوم الصباح تجري تحضر الفطور وتغسل الماعون وتستناهم يقوموا....
وكان عندها مرمّة (ويلزمها تعمل مرمة( تحب تاقف على البنّاي وعلى الدهّان وعلى الإلكتريسيان وتختار البيبان والشبابك.... وتمشي للجزائر باش تجيب قروصات الضوء وكوب البيبان... وتمشي لتركيا تجيب الريدوات والزرابي…
لمّا يكثر عليها وتتعب تنقّص من المهام... تبدأ بالإلتزامات تجاه العائلة الموسعة... ما عادش تحب ضياف وماعادش تمشي تعزّي كان القريب قريب وفي العيد ما عادش تحب تروّح للبلاد والعلوش موش لازم.... وشوية شوية يتغير نمط العيش وتتقلّص العلاقات الأسرية وتصغار العائلة وتتخنق داخل مربّعات تعبيها قيم مدينية مأسسة على المصلحة والأنانية والبريستيج ... ويُصبح أنموذج المرا المثالية هي "المستأسدة" تجاوزنا مرحلة "اللبوة" و"المتنمرة"....
وفي المقابل الرجال 3 أصناف:
الصنف الأول: أناني تعجبه الحكاية وما يهمه هو راحة باله وطرح الرامي في القهوة ومستعدّ يسلّم في جميع مسؤولياته مُقابل فرجة على ماتش الجمعية وشيشة في القهوة متاع الحومة.... ما يقلقوش ما يلقاش فطور يشري كسكروت وكي ما يلقاش سورية محددة يلبسها من الشريطة وأولاده يراجعو وإلاّ يتفرجوا على المسلسل موش مشكلته... ويعطيها الشهرية وهي تتصرّف.... ويسلّم في الكرهبة المفيد تخطاه وما تقلّوش نستنى فيك باش تروح بيّا وإلاّ جيب الخبز في عراضك.
الصنف الثاني: مكره أخاك لابطل... يسلّم في الداعي وما كسب هروبا من المشاكل والتخرنين والعياط والعرك... وإلّي تعمل المادام هذاكا هو. المُفيد تخطاه.... أمّي؟ موش لازم تجينا، اختي؟ موش لازم ناخذو بخاطرها... عرس بنت عمتي؟ تو نبعث ميساج... تحب تدهن الدار؟ الله يبارك.. تحب نحوّلوا في حي راقي بجنب دار اختك؟ علاش لا ناخذ قرض ونحولو وتو نزيد نخدم سوايع زايدة... تحب نصيفو في المنستير؟ الله يبارك تو نعمل جمعية ونأخذوها في الصيف.... تحب تهز بنتك للكاستينغ؟ اعمل إلّي تشوفه صالح؟ ولدك يحب على الكهربة باش يمشي يسهر؟ يهز المفتاح في جيب سروالي... أمك باش تجي ترمضن معانا؟ مرحبا بها.... خواتك باش يعدّوا معانا رأس العام؟ الله الله مرحبا... حاشتك بالكرهبة؟ خوذها أنا تو نروح مع صاحبي وإلاّ نأخذ المترو.
الصنف الثالث: سي السيد. يحبها جرّاية وما تأكلش الشعير. يحب مرا تخدم وفي نفس الوقت يحب راحته وراحة اولاده ويحب الضيافات والعائلة قبل كل شيء... ويحب يعيّد في البلاد ويحب أولاده ناجحين وداره نظيفة وفطوره في الوقت وكأس التاي على الطاولة. وسوريته محدّدة وصبّاطه ممسوح وكلاسطه في القجر... وأي مشكل يصير في العائلة يحمّل المسؤولية للزوجة.... وهو ما يهزش يده إلى رأسه....
أصبح الرجل لابس "خوذة" والمرا هازة في يدها "ماتراك"... هي خايفة يتقلب عليها وهو خايف تتمرّد عليه... هي هاربة من الإنفلات وهو هارب من الإنفجار.
الحياة الزوجية ليست تنازع سلط ولا حرب مواقع ولا شكون يحصّل صاحبه في المنداف... الزواج علاقة مبنية على المودة والرحمة والتفاهم... الزواج عقد بنوده مأسسة على مبدأ "أنتم لباس لهنّ وهنّ لباس لكم"... وكلّ واحد يختار قماش تبديلته...
والعاقل لا يختار تبديلة واسعة ولا تبديلة ضيقة. وحتى لما توساع وإلاّ تضياق يحاول يعمل روتوش صغير.
خفّفوا على رواحكم.... الحياة "لحظة" ولمّا تتعدّى ما عادش ترجع.... اتلفتوا حولكم... كم من امرأة بنات وعلاّت ومشات وخلاّت. وكم من رجل عاش يتمنى في عنبة وكيف مات علّقوا له عنقود.
نهاركم زين... ورمضانكم سموّ وارتقاء نحو المطلق. الحب والرحمة والعدل والإنصاف.