جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم و اصابت الملايين و تسبّبت في موت الآلاف بما فيهم تونس و تجنّد لمواجهتها الجميع ، يبدو و أنّ سرّ التصدّي لها سهل للغاية بمقتضى ما افرزته قريحة بعض التونسيين ، ما عليك إلّا أن تتخلّص من وباء الديمقراطية و تنقلب لتنجح في مواجهتها.
يعني لماذا فقدنا أكثر من 17 ألف انسان منهم القريب و الحبيب و الصديق العزيز، ألم يكن بمقدورك أن تنقلب يا فخامة الرئيس المنقذ الملهم منذ الساعات الأولى لاندلاع الأزمة و قبل استفحالها لتجنّبنا سقوط مثل هذا العدد من الضحايا؟
تبّا لهذه الديمقراطية المميتة الّتي أحزنتنا و آلمتنا و أفقدتنا أحبّة كانوا بيننا و مرحبا بانقلابك و حكمك المستبد المتسلّط و نحن لا نستطيع أن نرى ما تراه .فلماذا يا ملك ملوك الانس و الجان لم تخلّصنا من هذه الفيروسات اللعينة ، من حرّية و ديمقراطية و تعدّدية و قيم المواطنة حتّى نتمكّّن من التلقيح مبكّرا؟
و كيف لإيطاليا التي فقدت الآلاف و اسبانيا و المانيا و الولايات المتحدة الأمريكية لم تتوصّل الى هذا الحلّ السحري لتتفادى ما تسببته هذه الجائحة من ضحايا؟
انقلب يكفي أن تنقلب و تتحقّق المعجزات، هذا ما يروّج له انصار الانقلابات و لاعقي البيادة و هو ينمّ عن جهل مركّب، فهو من جهة اعتراف صريح بأنّه انقلاب في لحظة يروّج له من قام به بأنّه ليس كذلك لأنّ كلمة انقلاب لها تبعاتها الثقيلة الّتي قد تعزلنا دوليا و تحرمنا من معونات نحن في أشدّ الحاجة اليها، و من جهة أخرى هو اعتراف بأنّ الأمر دبّر في ليل و مخطّط له و هو استثمار في أزمات النّاس و آلامهم.
لكلّ داء دواء يستطبّ به ...إلّا الحماقة أعيت من يداويها.