لم يبدع العرب في عصر انحطاطهم و مذلّتهم إلّا في تعذيب انفسهم و اذلال بعضهم بعضا ، و هم يستمتعون بذلك أيّما استمتاع في ممارسة للسّادومازوشية بعد اختلال الايروس و الثاناتوس الفرودية و حصول تشوّهات عميقة أدّت إلى طفرة للمسوخ البشرية.
التعذيب المعنوي و الجسدي ،الذاتي أو للغير صار فنّا يمارسه البعض على البعض ،حاكم على محكومين و محكومين فيما بينهم، و سلخانات المتسلّط العربي متفوّقة على الجميع في ابتداع طرق التعذيب و قد تجاوزت باشواط ما حصل في غوانتنامو او في سجن ابوغريب الّتي من الواضح أنّها استلهمت من العقل العربي المبدع في هذا المجال.
الجلد، الماء البارد و الساخن ، الحرمان من النّوم، وضعية الدجاجة المشوية، الكيّ بالسجائر و الصعق بالكهرباء في الاماكن الحساسة، تقليع الأظافر و الاغتصاب ، و غيرها من أشكال التعذيب الجسدي إلى جانب النفسي الّتي مورست سابقا على المختلفين بسادية لا توصف و تمارس حاليا افتراضيا قصد الاغتيال المعنوي و الإذلال و التشفّي في الخصوم، هي فنتازمات مستوحاة من أفلام الرعب و الجنس تسكن في عقول مسوخ بشرية هجينة تكتفي حاليا بالاستمناء في انتظار لحظة انفلات للمرور إلى الفعل.
• أيّة ماكينة أنتجت هؤلاء و أفقدتهم عقولهم و إنسانيتهم؟
• أيّة رداءة و تفاهة أفرزت هؤلاء التّافهين، الّذين لا يفقهون قولا ؟
• أيّ تزييف للوعي غيّبهم و رمى بهم في الدّرجات السفلى من الحيوانية؟
السبّ و الشتيمة و قبح الكلام و العنف اللّفظي و التّهديد و التّرهيب هي السّمات البارزة و الوحيدة لمنطوقهم في غياب كلّ وسائل الإقناع لتترك مكانها للضّغط و العنف و الإكراه و فحش القول ، ريبوتات متوحّشة تشحن و تشحذ و تجيّش بخطاب حقد و كراهية من زعيم الصدفة من لا يتضمّن قاموسه سوى هذه المفردات فيتقيّؤها و ينفثها لترقص الأفاعي من حوله و يتلقّفها المتوتّرون و يطلبون المزيد.
الإفراط في التفكير قد يكون جريمة متكاملة الأركان في واقعنا الرّافض لكلّ أشكال التفكير ، لكن ليس في مجال الإبداع في التعذيب الذاتي أو للآخرين و قد قدح الفكر بإضافة شكلين جديدين يمكن أن يكون لهما وقعا شديدا لمن يراد تعذيبه:
أن يوضع في غرفة مع أحد هؤلاء الرعاع المرضى و يجبر على أن يستمع لثرثرته. أو أن يجبر على مشاهدة خطاب زعيمهم الملهم المريض و هو يتقيّأ. حصّة تعذيب و نتيجتها مضمونة.