في مثل هذا اليوم 14اوت من سنة 2013 حدثت في مصر مجزرة لم تشهدها من قبل و صنّفتها جمعيات حقوقية محايدة عن أنّها أبشع مجزرة في التاريخ الحديث ، اذ أقدمت السلطات المصرية المنقلبة على أوّل رئيس مصري منتخب عبر انتخابات وصفت بالحرّة و النزيهة بفضّ اعتصام المحتجين على الانقلاب و سحلت و قتلت المئات ان لم يكونوا الآلاف و احرقت و جرفت جثت العشرات .
هذا تقرير "هيومن رايتس ووتش" عن المذبحة، وهو التقرير الذي أصدرته بعد عام على المذبحة في اوت 2014، حيث وثقت المنظمة الحقوقية ما جرى في ذلك اليوم. ووصفت ما وقع من فظائع بأنها "واحدة من كبرى وقائع قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد، في التاريخ الحديث" وأكد التقرير ضلوع الجيش المصري بالمذبحة. كما وثق تعمد قوات الأمن استهداف المستشفيات الميدانية.
ويؤكد تقرير المنظمة أن أدلة قوية تشير إلى تعمد قوات الأمن المصرية إشعال الحرائق في منصة رابعة والمستشفى الميداني ومسجد رابعة بعيد السيطرة على مكان الاعتصام، كما أشار التقرير إلى إعدامات ميدانية نفذتها قوات الأمن ضد المعتصمين الذين تم إلقاء القبض عليهم.
وقال تقرير المنظمة إن قوات الأمن قامت بسحق الاعتصام الكبير المؤيد لمرسي في منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر شرقي القاهرة. حيث قام أفراد الشرطة والجيش، باستخدام ناقلات الأفراد المدرعة، والجرافات، وقوات برية وقناصة، بالاعتداء على مخيم الاعتصام المرتجل حيث كان متظاهرون، وبينهم سيدات وأطفال، قد خيموا لما يزيد على 45 يوماً، وفتحوا النيران على المتظاهرين فقتلوا ما لا يقل عن 817 شخصا، وأصابوا أكثر من ألف على الأرجح.
وقد وثق باحثو "هيومن رايتس ووتش" فض اعتصام رابعة ووجدوا أن قوات الأمن فتحت النيران على المتظاهرين باستخدام الذخيرة الحية، فقتل المئات بالرصاص الموجه إلى رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم. ووجدت "هيومن رايتس ووتش" أيضاً أن قوات الأمن استخدمت القوة المميتة دون تمييز، إذ كان القناصة المتمركزون داخل ناقلات الأفراد وبجوارها يطلقون أسلحتهم على حشود كبيرة من المتظاهرين. قال عشرات الشهود أيضاً إنهم شاهدوا قناصة يطلقون النيران من مروحيات فوق منطقة رابعة.
وحسب التقرير فقد أدى الاستخدام المتعمد، عديم التمييز للقوة المميتة إلى واحدة من كبرى وقائع قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد، في التاريخ الحديث. وعلى سبيل المقارنة، تشير تقديرات ذات مصداقية إلى أن القوات الحكومية الصينية قتلت 400-800 من المتظاهرين على مدار فترة 24 ساعة في مذبحة ميدان "تيانانمين" يومي 3 و4 جوان 1989، وقتلت القوات الأوزبكية أعداداً مماثلة تقريبا في يوم واحد أثناء مذبحة "أنديجان" عام 2005.
ذاك تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش و هو لا يتناقض مع تقارير حقوقية أخرى في حين يشير البعض ممن حضر و عاين المأساة بأنّ عدد الضحايا أكثر من ذلك بكثير.
رحم الله شهداء رابعة و انتقم ممّن كان سببا في ذلك.