صراحة نحن شعب لا يستحي!
ماذا نريد أكثر ممّا منّ علينا وحيد زمانه و الحاكم بأمره المبعوث برسالة لأجل تصحيح مسار التاريخ الّذي أخطا ابن خلدون في تشخيصه و صار من الممكن أن يعيد نفسه في شكل مهزلة، و أيّة مهزلة أشدّ ممّا نحن فيه!
نعم بإمكانك أن تكتب دستورا أو تسحبه من درج ذكرياتك و تدرجه كلّ أحلامك الطوباوية أو حتّى المرضية و تمرّره للاستفتاء ثمّ تستدرك أنّ به أخطاء ، لغوية و شكلية و في المضمون و ما العيب في ذلك؟ ليس عبثا بمستقبل أجيال و وطن ارتهن و وضع على كفّ عفريت لأجل هلوسات مرضية من ضبّ يعتقد أنًه ديناصور أو تمساح ،بل يدخل ذلك في اطار العمل البشري النسبي الّذي يعيّر و يقيّم و قد يخطئ و يصيب، و إذا كان الامر كذلك فكيف لا يحاسب و لا يراقب و يضع نفسه في خانة من لا يسأل عمّا يفعل و هم يسألون؟
دستور من المفترض أن يكون في نسخته النّهائية بعد أن نشر في الجريدة الرسمية الّتي اصفرّت بكثرة ما خطّ عليها من ترّهات و خزعبلات و صارت ككنش لتلميذ في سنواته الاولى من الدّراسة!
دستور يعرض على الاستفتاء ثمّ يقع تعديله شكليا ، دستور هو عبارة على "شكشوكة فيها ما يرضي هذا و ذاك و لبّه تشريع للاستبداد و لجملكية جديدة تضاف إلى جملكيات التصحّر العربي، تجميع السّلطات في يد الواحد الذي لا يسأل و لا يحاسب و تمهيد لحكم مدى الحياة فالخطر الدّاهم كان مطيًته للانقلاب و سيبقى ما بقي لأنّه هو الخطر الدّاهم بشحمه و لحمه.
46 تعديلا بإضافة بعض الروتوش الّتي لا تغني و لا تسمن من جوع و هي عبارة على ذرّ للرّماد في العيون و ضحك على ذقون السذّج.
لن نناقش ما ورد في هذا الدستور المسخرة لأنه مرفوض شكلا و مضمونا و ما بني على باطل فهو باطل و كلّ دساتير المتسلًطين على مرّ التاريخ كانت اكثر من رائعة و وضعت لأجل تشريع التسلّط و تأبيده و الكتاب الاخضر و بيان السّابع من نوفمبر تضمّنا ما لم تتضمّنه أرقى الدساتير و المحصّلة معلومة و الغبيّ من ينتظر نتيجة مغايرة لنفس التجربة و الاغبى من يصدّق من كذب مرّات و مرّات!
لن نصدّقك حتّى و لم تمسّكت بستار الكعبة ، سنقاطع و نقاوم حتّى تنجلي هذه الغمّة و ونضع حدّا لهذه المهزلة.