لا اعتقد ان ربح الملايين من البرامج التلفزية حالةٌ منعزلة عن "ثقافة الربح السهل" والارتقاء في السّلم الاجتماعي غير المستحَق.
قد وصل الترويج لها أوجه في منتصف التسعينات والتي، عبر عدم التصدي للفساد، أفرزت أثرياءً ليسوا موهوبين بالضرورة لا في إدارة الاعمال ولا هم من خريجي الجامعات ولا كان بعضهم مثلا اخلاقيا يُحتذى به في اوساط الأجيال الصاعدة.
فما يُنتظر عندما تتخلى المدرسة عن غرس ثقافة العمل، ولا تتخذ الجامعة التدابير الصارمة تجاه التحيّل مثلا ولا تخصص مدارس الدكتوراه حيزا لتكوين البُحّاث على النزاهة العلمية وتعابير احترام المؤطرين، وتُختزل سياسة الدولة الاجتماعية والثقافية اما في تحويلات لدعم غير المستحقين او في ميزانية تُوزّع على ما يُسمى بأعمال ابداعية يُشوّه بعضُها الواقع ويتضمن بعضٌ آخر رسائلَ تهز من كيان الفرد الباحث عن تشخيص لهوية طالما غابت عنه في ثنايا السفسطة السياسية والخطابات السطحية ذات الربح في الحين…
يبدو ان الظرف الحالي مناسبٌ لطرح هذه المعضلة .