اعتقد ان علو نبرة بعض الإعلاميين والاستثمار غير الناجع لفضاء الحريات سيولد تصاعدا للعنف فضلا على انّه لن يسهّل عملية إصلاح القطاع. والعُنف بمختلف أنواعه يمثل نقطة ضعف في بلد يطمح الى تحقيق أهدافه خاصةً وأنه عانى من عدم القدرة على رفع تحديات كثيرة. واعتقد كذلك انه إذا كان هناك تعدّ، فالقضاء هو الفيصل بدون ضجيج.
وأعتقد أخيرا أن التقييم يبدأ بالإجابة على الاسئلة التالية:
– ماذا كان دورُ هؤلاء الاعلاميين في الارتقاء بالذوق العام وبالوعي لدى مستهلكي برامجهم؟ -
– ما هو مدى موضوعية الخطاب الذي يروّجون له فيما سمّوْه "خطًّا تحريريا"؟ هل كانوا حقيقةً في حلّ من كل اجندات مجموعات ضغط معينة؟ هل حصّتهم من السوق كانت نتيجةً لمهنية عالية؟
– هل يتمّ التثبت من السيرة الذاتية لكل ضيف في مجالات الاختصاص؟ هل يبذل الاعلامي مجهودا لاستجلاب النخبة الحقيقية؟ هل للمؤسسات الاعلامية متخصّصون يُستشارون عند الحاجة؟
– الى أي حد يمكن للقناة أن تتخذ موقف ولاء لجهة سياسية دون غيرها؟ وبعد ذلك، هل لها أن تتصدّر "الاعلام المحايد"؟
– ما هو المستوى الفكري والعلمي لدى موظفيهم وخُطبائهم حتى يتحدثوا بإطناب في كل المواضيع؟ وكأنّهم حاسمون فيها علميا: من الادب الفرنسي، الى فقه القانون، الى الاقتصاد الى التاريخ والسّياسية، الى "لاوعي الناس".
– هل للإعلامي أن يتحدّث أكثر من ضيوفه؟ هل له أن يتحمّس الى درجة فقدان الصّواب بالشتيمة والازدراء والمس من هيبة المؤسّسات؟
– هل لــ "الكرونيكار" كل هذه الحكمة والعلم حتى يتحدى ضيفَه ويُهينه في بعض الاحيان؟ أم له سلطةٌ عليه؟ ما هو مُقابلها؟ أم أنّ القناة مركزٌ دراسات تنتج الحكمة؟
– ماذا جنوا من برامج سطحية منها "برنامج القلابس" و "التمساح" وغيرها ابان الثورة، الاّ المس من ذوات الاشخاص ومن هيبة الدولة حين كانت (الدولة) في أمس الحاجة الى مُساندة والى مفردات التغيير حتى ولو كانت رومانسية.
– من اين أتى العديد من النكرات منتحلي صفات الخبراء في الاقتصاد وتاريخ الحركة الوطنية وفي الارهاب وفي الامن، اثّروا على فهم الناس سلباً لقضاياهم المصيرية وكذلك على السياسات الاقتصادية والعمومية؟
– ما هي مسؤولية هؤلاء الاعلاميين في فقدان الشباب وأغلبية الناس الثقة فيهم؟