في تحدٍ لمشاعر العرب والمسلمين، جلس سفير أبو ظبي بين يدي كبير متطرّفي الحاخمات،رئيس مجلس حكماء التّوراة، يشكو له "جنون المقاومة" و"جنون العرب والمسلمين" و"جنون كلّ الذين يعترفون للفلسطينيين بحقّهم في أن يعيشوا حياة طبيعيّة مثل كلّ البشر". طالبا مباركته وتعميده.. ليتطهّر من خطيئة الإنتماء التّاريخي للعرب والمسلمين ومن خطيئة التّاخّر في التّطبيع.
وضع الحاخام الأكبر والأكثر تطرّفا، يده على الرّأس المنكوسة من ذل وهوان، وهو لا يكاد يصدّق ما يسمع عن إنسانيّة المحتلّ وعن تسامحه وعن طيب العيش بينهم وفي أحضانهم.. الحاخام ،يقلّب بصره، مذهولا من هول المشهد، ومن هول ما يسمع من إشادة بحكمته!!
كلام ،هو نفسه، لا يصدقه عن نفسه، ولم يسمعه حتى من بعض اليهود (غير المتصهينين) ومن الذين زرعوه على أرض فلسطين (مظاهرات في كبري العواصم الغربيّة احتجاجا على جرائم الكيان الغاصب).. مشهد درامي، لم يخطر على بال أوسع الصّهاينة خيالا..
ربّما حلم الحاخام الأكبر بالتّطبيع ، لكن ان يصل العقوق ببعض العرب إلى حدّ تمجيد الإحتلال والصّهيونيّة، فهذا حدث غير متوقّع حتى من الخونة، الذين تعوّدوا الخيانة في السّرّ...مشهد لم يقدر عليه سوي سفير أبو ظبي، دشّنت بلاده موجة ثانية من التّطبيع على إيقاع التّرويج لصفقة القرن وقد أسقطتها المقاومة وعلى إيقاع نقل ترامب لسفارة بلاده إلى القدس ،وإعلانها عاصمة موحّدة تحت الإحتلال، وقد جاءت انتفاضة المقدسيين عند باب العامود وفي حي الشّيخ جرّاح، لتبدّد وهم أصحابها .
أمّا السّفير المعمّد ، فقد دشّن حقبة جديدة من التّصهين العربي...سلالة جديدة وفتّاكة من الخونة، يخونون في العلن ويتباهون بالخيانة.