رحل صاحب رواية "الشّوك والقرنفل" والعقل المدّبر ل "طوفان الأقصى" ، قيل عنه: إنّه يختبئ تحت الارض متّخذا من أسراه دروعا وقيل إنّه يتخفّي بين النّساء والأطفال في مدارس الأونوروا، وقيل إنْه يتّخذ من المشافي مقرّا لإدارة العمليات. ما أكذبهم!!
لقد رسموا له صورة كذّبها المشهد الأخير، استشهد في بقايا بناية مهدّمة على خط المواجهة مع مرافق واثنين وهو يواجه بمنتهي الجرأة محتضنا سلاحه،(قيل بيد واحدة).يقول الناشط السّياسيّ الفلسطيني "مصطفى البرغوثي" :"بحثوا عنه عاما كاملا تحت الارض ففاجأهم فوق الأرض"، أرادوا له نهاية ترضي غرورهم واراد اللّه غير ذلك، لم يكن مختبئا كما كذبوا، إنّما كان ينتظرهم، لقد كذبوا على العالم لتبرير التّدمير النّكبوي للمشافي والملاجئ والمدارس والجوامع.
في تعليق، يقطر شماتة، يقول رئيس أكبر دولة في العالم" مقتل السّنوار يمثّل يوما جيّدا لإسرائيل و لأمريكا و للعالم". لقد كذب من قال "إنّ الشماتة ماركة عربيّة". وقال مسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكيّة في تصريحات متطابقة "لقد كان السّنوار عقبة في طريق السّلام". وليس السّلام في عرفهم سوي الإستسلام لإرادة التّهجير من أجل بناء" مملكة إسرائيل الكبرى"، وعلي هذا الأساس العنصري، فكل من يتجرّأ عليهم فهو "عائق" وكلّ متشبّث بارضه فهو عقبة حتى وإن لم يكن مقاوما او من نسل المقاومة، حتّي وإن قبل العيش في خيمة او تحت زيتونة ،فسيحرقون الخيمة وقد فعلوا وسيقتلعون الزّيتونة وقد فعلوا ثمّ القتل وقد فعلوا.
تغييب السّنوار لن يقرّب حلّا لمحنة الفلسطينيين سواء كانوا مع خيار المقاومة او غيره، سيزداد الإحتلال توحّشا وَلن يتخلّي عن أفعال القتل والإبادة والتّهجير ولن يكفّ عن ملاحقة من يعتبرهم عقبة على طريق" مملكة إسرائيل الكبرى" إلّا ان تبعث من ركام الخراب ومن رحم المأساة مفاجآت قدريّة، لم يقرأ لها الإحتلال حسابا بسبب صلفه وعنجهيّته، و في المقابل لن يتخلّي الفلسطيني عن حلمه في الحرّيّة و التّحرّر مهما كانت الأثمان باهظة، وفي تاريخ حركات التّحرّر وما فيه من انكسارات و انتصارات دروس وعبر.