صدر أواخر الأسبوع المنقضي موقفان متناغمان ولكنّهما غريبان ، الاوّل جاء على لسان الطّبّوبي والثاني جاء على لسان المغزاوي، وهما غريبان من حيث التّزامن ومن حيث نقدهما لمسار 25 جويلية، بعد أن أيّداه و سارا خلفه.
وبينما حذّر الطّبّوبي من انزلاق نحو الحكم الفردي والعودة إلى مربّع الإستبداد، فإنّ المغزاوي حذّر من انفجار اجتماعي. هل هناك ترتيب لتزامن الموقفين؟ أم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون ردّة فعل متشنّجة تجاه سلطة قفزت عليهما كما قفزت على الجميع، وتجاه النّقد المجتمعي الذي طالهما بسبب موقفها الدّاعم والمؤيّد والصّمت عمّا تشهده البلاد من أزمات متلاحقة، وقد كان صوتهما عاليا طيلة العشريّة التي يصرّان على نعتهاب"السّوداء".
غمامة لا ماء فيها.
لايبدو الموقف النّقدي من جهة المغزاوي متعلّقا بصحوة ضمير او بخوف على الحقوق والحرّيات او انزعاج من عودة المال الفاسد، في إشارة إلى مناخ التّزكيات ولا هي استفاقة من وهم "تصحيح المسار". كلام، لايعدو أن يكون نوعا من "البارازيت" وغمامة لا ماء فيها.
ممّ يخشى الطّبّوبي؟
لا يختلف الأمر كثيرا مع الطّبّوبي إلّا من حيث وزن المنظّمة التي يحظي يقيادتها، لا يخشى الطّبّوبي الإنزلاق نحو مربّع الإستبداد، كما يزعم، ليس رجما بالغيب، وإنّما بناء على المساندة المطلقة لمسار 25 جويلية، ولكنّه يخشى أن يضيق مجال تحرّكه إلى حدود المربّع الإجتماعي، لايغادره، ويخشي ان يصبح ذلك قاعدة وتصوّرا جديدا للعمل النّقابي، يفرض عليه فرضا.
ويخشي أن يحمل وزر المرحلة بما ترتّب عليها من أزمات وما يمكن أن ينتج عنها من" إصلاحات موجعة"، لطالما كان يعتبرها مرفوضة وخطّا أحمر.. لقد باتت الفجوة عميقة بين الشّعارات والممارسات ، فجوة أحدثت هزّة عميقة في عقل ووجدان طيف واسع من النّقابيين والمثقّفين.