الصّغير في عقله والكبير في بؤسه ،قال في برنامج حواري، أنّه لوكان شابّا لحمل السّلاح ضدّ من سمّاهم "من دمّروا بلادي"،وهو ما يعد ترجمة لمقولة"أعداء الوطن" التي أطلقها المستبدون على خصومهم لتصفيتهم وتقديمهم قرابين لنزواتهم في البطش عبر التّأريخ.
كلام غريب عن القاموس السّياسي في تونس، لم يسبق أنّ جاهر به معارض سياسي لأيّ من أنظمة الحكم ، مهما كانت درجة استبدادها. ولم يحدث ان خرجت حروب التّونسيين عن دائرة الحرب الكلاميّة.فكيف لرجل القانون أن يتحسّر على عدم قدرته على حمل السّلاح ؟ رجل القانون أولى به أن يتحسّر على خرق القانون وأن يكرّس حياته لاحترامه قولا وممارسة، ولا يستغلّ الأجوأء المشحونة ليزيدها شحنا وعنفا.
حسب كلامه الكارثي، فإنّ ما يحول بينه وبين حمل السّلاح، ليست ثقافته القانونيّة وليس تشبّعه بالقيم المدنيّة،ولا إيمانه بالرّأي والرّأي المخالف،وليست القناعة الرّاسخة بأنّ الدّولة وحدها تحتكر العنف...كبر السّنّ وحده، هو العائق!! مثل هذا الكلام، لا يعبر إلّا عن ذهنيْة تمكّنت منها ثقافة العنف ونزعة التّطرّف.
خطورة هذا التّصريح غير المسبوق تنبع من كون صاحبه:
1/جامعي ومختصّ في القانون، يحرّض على خرق القانون.
2/ يتماهي مع التّفكير المليشياوي الذي يتقاسم مع الدّولة احتكار السّلاح، خاصّة في مناطق النّفوذ الشيعي.
3/ عدم حمله السّلاح بسبب كبر السّنّ قد يغري جيلا من الشّباب يتقاسمون معه نفس الأفكار بحمل السّلاح.
4/ تحريض للمواطنين على مهاجمة بعضهم بعضا وحسم خلافاتهم بمنطق السّلاح وليس بسلاح المنطق.