تباهي قطر ومناصروها بأنّها ستقدّم للعالم النّسخة الأفضل لكأس العالم في كرة القدم، ويباهي هؤلاء بأنّ قطر أوّل بلد عربي وإسلامي يحتضن هذا الحدث العالمي. دعنا من حكاية
التّرويج للثّقافة الإسلاميّة ودعوة الزّوّار إلى احترامها واحترام تقاليد البلاد، فكلّ بلد احتضن دورة كأس العالم وغيره من الأحداث الرّياضيّة، يسعى إلى التّرويج لثقافته وتقاليده وسط دعوات إلى احترام قوانين البلاد.
ودعنا من حكاية دعوات المقاطعة للمونديال في قطر بذريعة انتهاك حقوق العمّال في إشارة إلى "نظام الكفيل"، وهي دعوات في غالبها تخفي نزعات عنصريّة، تستكثر على بلد عربي وإسلامي احتضان مثل ذلك الحدث الرّياضي الذي تشدّ إليه الانظار والرّحال، وربّما استكثروا عليها النّجاح وتقديم "النّسخة الأفضل" . كلّ هذا الضّجيج، لا ينبغي أن يحجب أسئلة تلحّ على العقل:
كم أنفقت قطر من المال لاحتضان الحدث الرّياضي الأبرز في العالم؟لاشكّ أنّها أرقام خياليّة(مليارات المليارات)، ولاشكّ في أنّ الرّقم، لم ينفق مثله من قبل. أليس جياع المسلمين و العالم وفقراؤه ومرضاه أولى بتلك النفقات الفلكيّة ؟أليست مقاومة الأمّيّة المستفحلة في العالمين العربي والإسلامي أولى بتلك الأموال؟وفي الغالب، فإنّ تلك الأموال ذهبت لحسابات الشّركات والمقاولات الاجنبيّة التي أشرفت على بناء الملاعب والفنادق والإقامات والتّوسّع في البني التّحتيّة بشكل يفوق احتياجات المجتمع القطري.
لا أحد من حقّه مطالبة قطر بتغيير دينها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها من أجل (28 يوما) والقول ل "بوتريكة"، لاعب المنتخب المصري سابقا والمحلّل الرّياضي بقناة الجزيرة الرّياضيّة. ولكن هل من المنطق ان تنفق قطر ما أنفقت من أجل (28يوما)؟!ومع ذلك كلّه لم تسلم الدّولة المضيفة للمونديال من انتقادات لاذعة وصلت حدّ دعوات المقاطعة وإن كانت محدودة.