شهدت نهاية شهر أفريل مؤتمرين متزامنين لحزب واحد"الوطد الموحّد" :مؤتمر"الهيئة التسييرية" شقّ الرْحوي ومؤتمر ثان شق زياد لخضر، انعقد المؤتمران وسط تلاسن بين الطّرقين و اتّهامات متبادلة بين "الرّفاق الأعداء" من حملة الفكر" الماركسي اللّبنيني". بينما يتّهم زياد لخضر وجماعته الرّحوي بالخروج عن هياكل الحزب بسبب انخراطه في مسار 25 جويلية، وقد اتّخذ قرارا بفصله. فإنّ الرْحوي وجماعته يتّهمون زياد لخضر وجماعته ، بأنّهم رفضوا الذّهاب إلى مؤتمر لتجديد هياكل الحزب وعطّلوا قيامه.
كلّ شقّ يدّعي أنّه الممثّل الشّرعي والوحيد ل " الوطد الموحّد" الذي لم يعد موحّدا رغم الإصرار على صفة "الموحّد".ظاهرة الإنقسام والتّشظّي ليس جديدة على الأحزاب الشيوعيّة منذ نشأتها بالجامعة التّونسيّة، لقد كان مجرّد الإختلاف والتّباين في حلقة نقاش بالجامعة كفيلا بأن يطفئ شعلة لتظهر أخرى وينهي فتيلا ليظهر آخر.
يذكر أنّ حزب الوطد ظهر بالجامعة التّونسيْة في اواسط السّبعينات وعرف بموقفه الشهير من المجتمع التّونسي "شبه/شبه". فهو يرى الإقتصاد "شبه مستعمر /شبه إقطاعي". ولا يبدو أنّ الإنقسام الجديد، له علاقة بالبنية الفكريّة للحزب التي تستمدّ جذورها من "الماركسيّة اللّينينيّة"،وليس أيضا نتيجة مراجعات فكريّة وإنّما يتعلّق الأمر بالموقف من السّلطة. شقّ، يحتفظ بتجربة لجان التّفكير "الشّيو تجمّعيّة"،يشارك في السّرّ ويعارض في العلن من أجل" تكثيف التّراكم الكمّي"استنادا إلى قانون الجدليّة المادّيّة، وشقّ قدّر أنّ لحظة "التّغيير النّوعي" قد لاحت وحانت فرصة اقتناصها من أجل التّمكّن والتمكين.
وبين وهم التّراكم الكمّي والتّغيير النّوعي، يتواصل التّنكيل بالواقع والكذب بأنْهم " قوي تقدّميّة وطليعيّة.