مع انطلاق موسم الأعمال الدراميّة بمناسبة شهر رمضان الفضيل أطلّ علينا منتج ومخرج دراما الإثارة والهبوط بعنوان جديد، لا يخلو من الإثارة "الفلّوجة" . لا يختلف العمل الجديد عن "اولاد مفيدة"، من حيث حجم التّنكيل بالقيم والحقيقة تحت عنوان "الواقعيّة". واقعيّة خياليّة أو هي واقعيّة مريضة، تجعل من الشذوذ والإنفلات من الأخلاق والقيم لكأنّها الصّورة الغالبة في المجتمع وتجعل من الشّواذّ أبطال الواقع المتخيّل او"الدّنيا الجديدة" بعين محترف الإثارة والتّشويه.
هذه المرّة، منتج ومخرج "التّحف الدراميّة" اقتحم المؤسّسة التّربويّة وما ادراك ما المؤسّسة التّربويّة بما لها من قيمة في الأسرة وفي المجتمع في كلّ الدّنيا.عمي عن كلّ أزمات المجتمع المتراكمة واختار المؤسّسة التّربويّة بكثير من التّركيز على الظّواهر السّلبيّة ليوهم النّاس أنّ ذلك هو واقع المؤسّسة التّربويّة التي يتردّد عليها ابناؤهم...وذلك هو المربّي الذي يجلس أمامه أبناؤهم ليتلقّوا على يديه العلم والمعرفة والتّربية بأنواعها.
خليط عجيب وغريب من والشّواذ في الفكر وفي السّلوك وفي العلاقات المشبوهة وفي المظهر، يتقلّبون بين المخدّرات استهلاكا وترويجا والسّجون والفواحش التي لا يعتبرها فواحش، ويقدّمها للنّاس "دنيا جديدة" و"واقع جديد.
تتكرّر المشاهد الصّادمة ذاتها في كلّ أعماله من أجل أن يجعل منها مشاهد مألوفة. ليس بالإمكان مقاومتها ولا جدوى من مقاومتها ولو بالنّقد والإنكار ومن فوقهما القانون. وهكذا يتحوّل البعض من حيث لا يشعرون إلى ابواق دعاية، يردّدون أقوال من يأخذونهم إلى الهاوية، وفي اذهانهم أنْها مجرّد أعمال فنّيّة مسلّية في سهرات رمضانيْة دون أن يدركوا مدى خطورتها.
صور منتقاة من "الدّنيا الجديدة"، التي افتتن بها ويريد فتنة النّاس بها حتّى يطبّعوا معها، وهي لا تعكس واقع المؤسّسة التربويّة رغم أمراضها المزمنة ولا تعكس واقع المجتمع التّونسي الذي مازال يقاوم التّطبيع مع احقاد محمولة في ثنايا أعمال في ظاهرها "دراما" ولكن لا علاقة لها لا بالدراما ولا بالإعلام.