مشاهد التّدمير والتّقتيل في فلسطين، لم تر العين مثلها في تاريخ البشريّة، لا في زمن المغول بقيادة جنكيز خان وحفيده هولاكو، ولا في زمن الحرب العالميّة (الأولى والثانية). هذا الإجرام الجنوني للكيان الغاصب، لم يظهر الوجه القبيح للإحتلال وحسب، لأنّ كلّ احتلال ذو وجه قبيح، ولكنّه كشف عن قبح آخرين، لا يقلّون قبحا وإجراما عن المحتلّ.
1/ المطبّع العربي الذي يلهث وراء التّطبيع ويسوّق ذلك على أنّه من أجل المصلحة الفلسطينيّة او للتّخفيف من معاناة الفلسطينيين. فهل أغني تطبيعهم شيئا عن معاناة الشّعب الفلسطيني؟ لقد كان يقتّل ويهجّر قسريّا قبل التّطبيع ،ثمّ ازداد بعده ومع موجته الجديدة تقتيلا وتهجيرا. فما كانت تطبيعهم سوي خضوع للهيمنة الامريكيّة.
2/قبح بعض الدول الغربية(البيان الخماسي) ذات الماضي الإستعماري و المتورّطة في إبادات جماعية. لطالما فاخرت العالم بثقافتها الحقوقيّة ومواثيقها في الحقوق والحرّيات والقيم الإنسانيّة، فها قد قد أدارت ظهرها لذلك كلّه ، عندما تعلّق الأمر بحماية الكيان العميل الذي زرعوه في قلب العروبة والإسلام ليكون خادما لهم ولمصالحهم. سقط قناع "القيم الإنسانيّة" وبقي الوجه الكولونيالي العنصري و البغيض.
كشفت الحرب الدّائرة رحاها منذ الثّامن من أكتوبر على غزّة بمباركة الدّول الكلونياليّة،عن ضعف الكيان الغاصب، فهو ضعيف بنفسه مهما أمتلك من أسباب القوّة، فاحتاج إلى تدخّل مباشر من رعاته لحمايته من "طوفان الأقصى" (زيارات متتالية من رؤساء دول وحكومات، تحريك بوارج حربيّة، إمداد بأسلحة فتّاكة لكيان رأس ماله في الوجود، هو السّلاح، دخول ألفي مقاتل من المارينز وما خفي أعظم ).
بينما المقاومة ليست لها دول حاضنة، بل في اغلبها متآمرة، بالتّطبيع وبالصمت المريب وبالتّحريض سرّا وعلنا لتصفيتها ومن ثمّ تصفية القضيّة الفلسطينيّة برمّتها،تحت عناوين مضلّلة، مرّة "مفاوضات السّلام"َ وقد تبيّن انّها عبثيّة، ومرّة أخرى "الأرض مقابل السلام وحلّ الدّولتين" وقد تبيّن انّ المحتلّ، يريد الأرض ولا يريد سلاما، وأخيرا صفقة القرن،وقد تبيّن أنّها جريمة القرن.