الطّبّوبي يوم 25 جويلية :لم نعد نقبل بمسار 24 جويليّة.. بعد مضى حوالي العام ونصف العام:لم نعد نقبل بمسار 25 جويلية. خطاب الطّبّوبي وإن جاء بمناسبة ذكرى اغتيال الزّعيم النّقابي والسّياسي فرحات حشّاد، فإنّه جاء أيضا علي بعد أيّام قلائل من المحطّة الأخيرة من مسار 25 جويلية (الإنتخابات التّشريعيّة) وعلى بعد أيّام قلائل من الإتّفاق النّهائي مع صندوق النّقد الدولي. فهل من تأثير لخاطبه على الإنتخابات وعلى الإتفاق مع صندوق النّقد الدّولي؟
حشد الطّبّوبي جملة من المؤيدات التي املت عليه قوله"لم نعد نقبل بمسار 25 جويلية"،من ذلك أنّ الإنتخابات المرتقبة "بلا لون ولا طعم" وأنّ المواد الأساسيّة"تمسّت"، ليصل إلى موقف حاسم وحادّ تمثّل في رفض رفع الدّعم ورفض الإتّفاق مع صندوق النّقد الدّولي، بسبب ما يعتبره تفرّدا وغموضا.
والغموض في لغة الطّبّوبي لا يتعلّق بطبيعة المقاربة لمعالجة الازمات المعقّدة ولا بمستقبل الحقوق والحرّيّات وحسب ، وإنّما بتصوّر السّلطة القائمة لدور المنظّمة الشّغيلة،في النّفس خشية من تحجيم دوره وأنّه لن يكون مطلق اليدين على نحو ماكان في عشريّة الإنتقال الدّيمقراطي، التي تبرّأت منها القيادات النّقابيّة عشيّة الخامس والعشرين من جويلية وقد كانت شريكا فاعلا في صياغة دستورها وفي تركيز مؤسّساتها الدّيمقراطيّة وفي فشلها أيضا على الصّعيدين الإجتماعي والإقتصادي.
جاء خطاب الطّبّوبي في الدّقيقة التّسعين، إن لم يكن في الوقت بدل الضّائع بلغة كرة القدم، فالحملة الإنتخابيّة قد انطلقت بمن حضر. خطاب يراه البعض قطعا مع مسار25 جويلية بعد ترحيب ومساندة ثمّ مساندة نقديّة ثمّ قطيعة مرنة لينتهي الأمر إلى قطيعة حادّة. وقد يراه البعض جاء متأخّرا، وليس له من أهمّيّة، غير تسجيل موقف للتّاريخ.