ولا تعطوا صكوك الغفران لأحد…

Photo

عندي سؤال طرحته على عبد الحميد الجلاصي فيما بيننا وأعيد طرحه على كلّ ذي صفة من النهضويين بشكل معلن:

أنتم تعرفون أن ما حدث في صائفة 2013 كان انقلابا كامل الأركان، وكان طعنة في الظهر من الجميع، منظمات وأحزاب وغيرو... ذلك الحوار الوطنيّ كان قبلة الأفعى الّتي قتلت الكثير من أحلام الثورة وحصرتنا جميعا في المربع الأخير، مربع الدّفاع عن الحدّ الآدنى غير المضمون…

لست ألومكم على قبولكم بشروطه ورضوخكم آنذاك، فهذا حديث فيه تفصيل طويل أتفق معكم في تقديرالكثير منه وأقرّ أنّ الواقع هو السلطان على الجميع ولا سلطان سواه.

أنا أسأل: لماذا تشاركون اليوم في تزوير بعض التاريخ؟

لماذا تتحدثون اليوم عن الحوار الوطني الذي أنقذ البلاد كما لو أنكم تدينون أنفسكم، تتحدثون عن أفضال هؤلاء وأولئك من باب الملاطفة السياسية وإظهار حسن الجوار، في حين أن مواقفكم هذه تعطي التبرير الكامل لما حدث وقتها وتسبغ عليه المشروعية وتؤكد صواب الطرح الذي فرضته عليكم الثورة المضادة في تلك المرحلة…

لماذا تبرّئونهم أمام محكمة التاريخ؟؟؟ هل يقتضي التوافق أن نغير من أجله التاريخ ونزكّي أشخاصا مثل العباسي وأحزابا ومنظمات تورّطت في الانقلاب على استحقاقات الثورة وعلى الشرعية وتآمروا على تونس وكانوا مستعدين للتضحية بالجميع في سبيل القضاء على الاخوانجية…

كان من المفروض أن تتفقوا فيما بينكم على خطاب معين تجاه تلك الفترة يوصّفها توصيفا صحيحا، أو على الأقلّ يسكت عن توصيفها إذا رأى نفسه غير قادرعلى التعبير الصريح، لضرورات تقدّرونها... الكلام ليس لعبة، وكلام السياسيين الفاعلين يؤخذ حجّة عليهم في كتابة التاريخ…

يا أخي توافقوا كما شئتم، ولكن دعوا التاريخ جانبا ولا تعطوا صكوك الغفران لأحد، التاريخ ليس ملكا لكم وليس من حقّكم تبرئة المجرمين في تلك المرحلة…

عندما يقول عماد الحمامي أو غيره: فلان وزيدان وثعبان هذي شخصيات وطنية وكان لها الفضل في إنقاذ تونس عن طريق الحوار الوطني... ألا يعتبر ذلك تزويرا للتاريخ؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات